التمدد العمراني الرأسي هو الحل
أبو جلال
في بلد مثل السودان بمساحته الشاسعة وأطرافه المترامية وفي ظل توفر المساحات وتوفر الأراضي، وإنخفاض تكلفة الإنشاءات للبناء الأفقي؛ إعتمدت كل مدن السودان على التمدد العمراني الأفقي، الشي الذى أدى إلى إرتفاع سعر الأراضي وآثر سلبياً على تطور البنية التحتية والمرافق العامة وتقديم الخدمات الكاملة، ونرى هذا واضحاً في المشاريع السكنية (السكن الشعبي التابع لصندوق الإسكان والتعمير نموذجاً ) والتي تمنح للمواطن بدون بنية تحتية أو خدمات عامة.
البناء الأفقي أصبح ثقافة و سمة للشعب السوداني نسبة لإنخفاض تكلفة البناء والتشييد وتوافقه مع البيئة والعادات الإجتماعية السودانية؛ فهو يحفظ الخصوصية ويوفر مساحات داخل المنزل يمكن الإستفادة منها كمساحات خضراء او أماكن مخصصة لإحتضان المناسبات الإجتماعية والتسامر تحت ضوء القمر، أو متنفس للأسرة في فصول معينة من السنة.
في الفترة القادمة نحتاج إلى تغيير هذه الثقافة وتشجيع الناس وحثهم على خوض تجارب البناء الرأسي لحل مشاكل السكن في مدن السودان المختلفة مع مراعاة ثقافة المجتمع السوداني في التصاميم، واعتماد الهوية السودانية الخالصة في تصاميم البناء .
يجب على الجهات المختصة تبني الأمر وتعميمه على كل مشاريع الإسكان الشعبي لتكون الفائدة للحكومة في حل مشكلة السكن بأقل تكاليف ومساحات ، والفائدة الرئيسية للمواطن في وجود بيئة سكنية مناسبة ومكتملة الخدمات من طرق وكهرباء وماء وملاعب ومساحات خضراء .
كما لابد من وضع قوانين تحفظ وتسهل عمل شركات التطوير العقاري العالمية وتجذبهم للإستثمار في السودان في مجالات العقارات التجارية والسكنية.
أخيراً :
آن الآون لنرى الأبراج العالية و المباني الشاهقة و ناطحات السحاب تغازل سماوات المدن السودانية وعلى ضفاف النيل .
والسلام ختام