بما أنني أعيش في عقد مثقل بالفوضى، خياراته كثيرة وقراراته صعبة، اخترت أن أكتب مقالي لهذا الأسبوع وأنا أتمشى بين أبناء العقد الثالث من العُمر، في محاولة سريعة لمعرفة الظروف التي شكلت شخصياتهم ومؤشرات أزمة ربع العمر التي غالباً ما تصيب العشريني بعد صدمة الدخول للعالم الواقعي.
بعد الكثير من الأسئلة والعديد من الحوارات، وجدت أنه ما إن يُطرق هذا الباب إلا وتحتشد في ذاكرتهم القصص، وتتزاحم في أفواههم الكلمات، ليبدأوا في وصف ثِقل الضغوطات الحياتية والاجتماعية المُلقاة على كاهلهم، في حين أن الخيارات لتخفيف هذه الضغوطات متاحة، وللعاقل منا حُرية الاختيار.
ليس بالغريب… لكن رغم أننا أبناء عقد واحد، إلا أنني لاحظت للاختلاف الكبير تجاه نظرتنا لمقاييس النجاح ومعايير الفشل، والتباين العجيب في شرح معنى التمييز سواءً على الصعيد الشخصي أو المجتمعي، أو نظرة كل فرد منا لسبب وجوده ودوره في هذا العالم.
كلما تضخم مضمون الأسئلة، استفاضت الكلمات والمشاعر، لدرجة تجعلنا نضيع بين ما يجب وما نحب، بين ما نتمناه وما نريده وما يريده المجتمع لنا!
بداية تلك اللحظات التي نويت أن أقوم فيها بدور الباحث الاجتماعي، كنت مُثقلة بما يكفي لأظن بأنني تلك الشابة التي سيجبرها الزمن على المشيب في وقت مُبكر، نتيجة لبعض التعثرات التي واجهتني بعد وقت من الاجتهاد وسيل من الإنجازات، لكن بمجرد أن بدأت رحلتي بين أبناء عقدي، اِنطبق عليَّ المثل الشائع: (البشوف مصايب الناس تهون عليه مصيبته).
حمدت الله… وأدعوك عزيزي القارئ لذات الحمد ثم الامتنان؛ للموجهين الصادقين المحيطين بك، الذين يذكرونك دائماً بأن النجاح رحلة وليست محطة، وأن التعثر هو ثمن الاجتهاد ودليل على الحركة لا السكون.
تمسك بمن يحتوي يقينك ويرافقك في خطواتك الأولى، كما حظي أفلاطون بأرسطو، والشافعي بابن مالك وأوبرا وينفري بمايا انجلو.
رفقائي أبناء عقدي…
نحن نعيش في العقد الفاصل، يجب علينا أن نركز على دائرة العلاقات الواسعة، فذلك كفيل بأن يُغير طريقة تفكيرنا وسعة معرفتنا.
لنصنع هُويتنا الخاصة في هذه الفترة، ولا نتماشى مع فكرة أن هذا العقد من العمر هو فرصة للتنزه وإهدار الوقت في كماليات ومُرفهات الحياة.
ونتذكر دائما أن الأشخاص الناجحين لم يصلوا إلى ما هم عليه إلا بعد سيل من التجارب ورحلة طويلة ما بين النجاح والتعثر، مما أكسبهم خبرة لن تجدها إلا عند من يملكون الشجاعة والإرادة لمواجهة الحياة.
أخيراً: هل حدث وشاهدت شخصاً يتعثر وهو واقف مكانه دون حركة؟