ربما لم ينسى العالم بأَسرهِ ما حدث في الحرب العالمية الثانية من كارثة بيئية كبيرة تركت أثاراً مدمرة وعواقب وخيمة لا زالت مستمرة إلى يومنا هذا نتيجة لإستخدام الأسلحة النووية في اليابان على مدينتي هيروشيما وناجازاكي والتي ألحقت بهما خسائر بشرية ومادية جسيمة ، خلل ودمار شامل في النظام البيئي بأكمله ، عشرات السنين مضت على هذه الحادثة ولا يزال أثر هذه القنابل باقي .. متوارث بين الأجيال ، تُنقل قصهها وتُسرد عبر حِقب التاريخ والزمان.
البيئة كمصطلح عام لفظ شائع يتضمن كل الأشياء التي سخَّرها لنا الله سبحانه وتعالى من ماء وهواء وتربة وصخور وغيرها لإستمرار الحياة.
ألبرت أينشتاين ذات مرة قال ” إذا أُعُطيت ساعة واحدة لإنقاذ الكوكب فسوف أقضي 55 دقيقة لتحديد المشكلة و5 دقائق فقط للتفكير في حلها” ، واجبنا السعي جميعاً نحو تحديد المشاكل أولاً ومن ثم البدء في إيجاد الحلول المناسبة والعمل من أجل حماية البيئة والمحافظة على إستدامة الموارد بما يلبي حقوق الإنسان وضمان حقوق الأجيال القادمة ،
فـ “البيئة مسؤولية الجميع ”
ولا تقع على عاتق شخصٍ بعينه.
التلوث بإختلاف أنواعه السبعة الرئيسية .. الماء والهواء والتربة والضوضاء والإشعاع والضوء والحرارة يُعد أحد العوامل الأساسية في أغلب المشاكل البيئية والمجتمعية، والإنسان هو المسبب الأول لهذا التلوث والمتضرر الأكبر منه والملاحظ أن مشاكل التلوث البيئي تتفاقم يوماً تلو الأخر نتيجة للتطور الصناعي والتكنولوجي والتي يظهر تأثيرها جلياً على صحة الإنسان والحيوان والتغيير في الطقس والمناخ وتلف المحاصيل الزراعية والغابات.
كنموذج يُشكل تلوث المياه تهديداً خطيراً على صحة الإنسان حيث أثبتت تقارير وزارة الصحة العالمية أن هناك ما يقارب 2.1 مليار شخص حول العالم لا يحصلون على مياه نقية صالحة للشرب مما تتسبب هذه الملوثات في إنتشار العديد من الأمراض مثل الكوليرا وحمى التيفويد وغيرها ، حيث إزدادت في السنوات الأخيرة المخاطر الصحية وإنتشرت بصورة كبيرة أمراض الدم والقلب والسرطان والأورام والطفرات الجينية بسبب الإشعاعات وغيرها من أنواع التلوث الأخرى ، بالإضافة إلى الأمراض المرتبطة بتلوث الأغذية الناتج من سوء إستخدام الأسمدة الكيميائية والمبيدات ومخاطر الصرف الصحي ، والأمثلة كثيرة جداً بالنسبة للملوثات الضارة بالإنسان والبيئة.
المستقبل مُظلم أمامنا .. وحياتنا معّرضة للخطر ، ملوثات البيئة قد أصبحت أكبر مهدد لنا ، حجم الفكرة قد يكون مزعجاً للغاية ، نحتاج لمد يد العون والعمل سوياً كمجتمع للحد من تأثير التلوث والإبتعاد عن كافة الأساليب التي تؤدي للإخلال بتوازن النظام البيئي.
المحافظة على البيئة تتضمن كل الإجراءات والتدابير اللازمة التي تُتخذ من قِبل الهيئات العمومية والجهات الرقابية التي تتبع لأجهزة الدولة ، وتطبيق كل القوانين البيئية والقرارات القضائية الصارمة بهدف تقليل التأثير السلبي للإنسان على البيئة ، والعمل على تطوير جوانب التوعية بالأضرار البيئية وما يترتب عليها من نتائج.
دعونا نُسلط الضوء على بعض النقاط الهامة في سبيل الحفاظ علي البيئة والتقليل من أثار التلوث :
– الحد من كمية الإنبعاثات الناتجة من الأنشطة المتعددة في مجالات الصناعة المختلفة والتعدين
– الدعوة إلى الإعتدال وعدم الإسراف والتبذير في كل الموارد
– إيقاف القطع الجائر للغابات والأشجار والمراعي
– تحديد كميات مناسبة من الأسمدة والمبيدات الحشرية بغرض تقليل كمية التلوث
– تنمية وتطوير جوانب المعرفة العلمية والبحثية تجاه قضايا البيئة.
وفي الأونة الأخيرة أصبحت العديد من الشعوب تُنادي بضرورة التعامل مع مسألة حماية البيئة بإعتبارها واحدة من أهم حقوق الإنسان ، فكل منا له حق العيش الكريم في بيئة تليق به ، نظيفة تماماً خالية من الأوبئة والمخاطر ومن أي ملوثات أخرى ضارة بالصحة ومسببة للأمراض.
وختاماً الإنسان هو خليفة الله في الارض كرمهُ المولى عز وجل من بين جميع المخلوقات بأن سخر له كل ما في الكون لخدمته ، لذا واجب عليه أن يهتم ببيئته فهو مُؤتمن عليها مسؤول من إعمارها وتنميتها والحفاظ عليها.
1 تعليق