البطانة ،ئلا صوت يعلو فوق صوت الخضرة والوجه الحسن، كيف لا وهنالك يتجلى جمال الطبيعة الأخاذ؟ لا شيء يشبع الأبصار غير جميل صنع الله في هذا السهل الواسع، إنّ الموجودات في سهل البطانة شرق السودان تنطق جميعها بلسان واحد لغته الإبداع والفطرة، فسحر المنطقة جعلها قبلة الرعاة ومهوى أفئدة الشعراء لا سيما شعراء البادية الذين صاغوا فيها أجمل أشعار «الدوبيت» التي تصف طبيعة المنطقة ومنتجع هواة الصيد البري.
الموقع
تقع شرق النيل الأزرق، تحدها من الشمال ولاية الخرطوم محلية شرق النيل، ومن الجنوب محلية أم القرى ،وشرقاً ولايتي كسلا والقضارف، ومساحتها حوالي 8449,45 كم² لتشكل بذلك حوالي ثلث مساحة ولاية الجزيرة.
سكان المنطقة
يبلغ عدد سكان المحلية أكثر من خمسمائة ألف نسمة حسب إحصاء الجهاز المركزي للإحصاء 2008م بنسب متقاربة بين الإناث والذكور.
تقسيماتها
أهم مناطقها قرية الطليح، وتمبول، مدينة الجنيد(صناعة السكر) و ودراوه (التجارة)، رفاعه (التعليم).
تنقسم منطقة البطانة لخمس وحدات وهي:
وحدة رفاعة
وحدة أرياف رفاعة حيث تضم عدد كبير من القرى منها:
العزيبة وضواحيها البادية قرى أبرزها بانت، و التطلع و،الترجمة، وام حريزات، وحشيشة، وحمدت الله الحمر، والرضمة، و ود ادم، و ود الأمين، وام عكس، والبلعلاب الملعونه، والسيارات الفاطراب، النجاضة، الأحمدية، الدخاخين، والسرفاب والحدبات، والحنضلاب.
وحدة الهلالية
وحدة تمبول وتتبع لها 128 قرية ومن أهم القري الحدودية لتمبول مجمع قرى كريعات (العيشاب والجعلين والشايقية والسدارنه أو طيبة عبد الهادي) وكريعات اللعوته والطليح.
وحدة ود راوة
التعليم العالي بها.
كلية التربية رفاعة – جامعة الجزيرة.
كلية الشريعة والقانون طالبات رفاعة –جامعة القرآن الكريم وتأصيل العلوم ود مدني.
كلية الشيعة والفانون طلاب الهلالية ـ “ “ ود مدني.
كلية الشريعة والقانون طالبات الهلاليةـ “ “ ود مدني
كلية علوم الإدارة والاقتصاد الهلالية_جامعة الجزيرة.
كلية اللغات الهلالية_جامعة الجزيرة.
كلية الطب البيطرى تمبول – جامعة الجزيرة
المناخ
يمكن الوصف بأنه ماطر، و ما أن تهل بوادر الخريف من كل عام حتى يهيّج البرق أشجان رعاة المواشي ويحرك فيهم الحنين إلى رحلة «النشوق» إلى البطانة، حيث تبدأ قطعان المواشي والفرقان المتحركة رحلتها في بدايات شهر يوليو و يتجولون في رحاب السهول الممتدة ذات التربة شبة الرملية أربعة أشهر مطرية تروي ذلك السهل الشاسع إخضراراً وجمالاً ، وتكتسي تلك المساحات قطيع من الماشية التي تصل منطقة البطانة في فصل الخريف يصل إلى عشرة ملايين رأس من مختلف أنواع الماشية من الإبل والضأن والأبقار، فالمراعي الطبيعية لتلك المنطقة مرتع خصب لها.
للمفردة وقعٌ أخر
إنّ أهالي منطقة البطانة لهم الكثير من المميزات التي عُرفوا بها، لكن امتلاكهم ناصية الكلم ميزهم عن غيرهم، لا سيّما تفردهم في نظم شعر «الدوبيت» أعذب الأشعار الشعبية التي عرفتها بوادي السودان، فالأغلبية إن لم يكن الجميع في البطانة يقرضون «الدوبيت»، والشعر و الكثيرون منهم امتدت شهرتهم في ذلك المجال من الشعر إلى جميع أنحاء السودان مثل الحاردلو الصادق حمد الحلال، والعاقب، كما أنّ للمنطقة تراثها وفنونها التي تميزها حيث تعتبر آلة «الربابة» للعزف المحببة لسكان القرى والفرقان بسهل البطانة، وظلّت تلك الفنون تتوارث جيلاً بعد آخر إلى يومنا هذا .
وفضلاً عن الموارد الزراعية والحيوانية التي عرفت بها منطقة البطانة، ومع ظهور معدن الذهب في أنحاء مختلفة من السودان خلال السنوات القليلة الماضية كان لمنطقة البطانة نصيبها هي الأخرى من الذهب. ورغم مخاوف الأهالي مما يمكن أن يجلبه التعدين العشوائي للذهب من أضرار بيئية في المنطقة، غير أنّ استخراج الذهب شكّل مصدراً جديداً للدخل للسكان المحليين وغير بعض أنماط الحياة.
وبهذه المميزات والجمال تعد منطقة البطانة موقعا سياحيآ جاذبا وخصوصا في فصل الخريف لكل عاشقي الأجواء الماطرة والمخضرة ورواد الشعر.