سوداني من أصول يمنية، كان يحمل الجنسية اليمنية إلى جانب الجنسية السودانية التي اكتسبها بالميلاد حتى أواسط الثمانينات من القرن الماضي.
النشأة والميلاد:
ولد العلامة عون الشريف قاسم في 16 يونيو/ 1933م بحلفاية الملوك بمدينة الخرطوم – بحري
حياته الدراسية:
درس في مدرسة حلفاية الملوك الأولية ومدرسة الخرطوم بحري الابتدائية ومدرسة وادي سيدنا الثانوية، قبل أن يلتحق بجامعة الخرطوم ويتخرج فيها بدرجة البكالوريوس في الآداب عام 1957.
انتقل إلى بريطانيا للدراسة، و نال الماجستير من جامعة لندن 1960، والدكتوراه في الفلسفة من جامعة أدنبرة عام 1967.
الوظائف التي عمل بها:
عمل محاضرا في معهد الدراسات الشرقية والأفريقية في جامعة لندن (1961-1970)، وجامعة الخرطوم (1971-1981)، ومعهد الخرطوم الدولي (1984-2000)، كما ترأس تحرير مجلة الدراسات السودانية في جامعة الخرطوم (1968-1981).
وترأس مجلس إدارة الصحافة للطبع والنشر في الفترة 1977-1982، ومجلس جامعة أم درمان الإسلامية في الفترة 1976-1982، ثم عُين رئيسا لمجلس أمناء هيئة إحياء النشاط الإسلامي.
ترأس مجلة جامعة الخرطوم في الفترة 1990-1994، فتحرير مجلة أبحاث الإيمان التي يصدرها المركز العالمي لأبحاث الإيمان بالخرطوم، ثم كان مدير جامعة أم درمان الأهلية عام 1996، ثم رئيسا لتحرير مجلة الوادي التي تصدر عن دار الصحافة في السودان.
عُين وزيرا للشؤون الدينية والأوقاف، ورئيسا للمجلس الأعلى للشؤون الدينية والأوقاف (1971-1981)، قبل أن يعين مديراً لمعهد الخرطوم الدولي للغة العربية التابع للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم عام 1988.
مؤلفاته:
أثرى المكتبة العربية والإسلامية بعدة مؤلفات، من بينها: “الإسلام والثورة الحضارية”، و”الإسلام والبعث القومي”، و”الإسلام والعربية في السودان”.
كما ألف كتبًا في عدة مجالات من الشعر، منها كتابه “شعر البصرة في العصر الأموي”، كما ألف موسوعة القبائل والأنساب في السودان (ستة مجلدات).
أهم الانجازات:
مُنح وسام العلم عام 1979، ومنحته جمهورية مصر العربية وسام العلم الذهبي عام 1993، كما منحه السودان جائزة الزبير للإبداع العلمي في الآداب لعام 2000.
ولعل من السمات البارزة في حياة هذا العالم الجليل أنه بخلاف كثير من مفكري وعلماء السودان كان مهتما بالتأليف والنشر لفكره كما كان متميزا بكثرة ما ألف ونشر بالرغم من المناصب المهمة التي تولاها، فالرجل لم يركن لدعة المنصب ولم تمنعه مهامه الرسمية عن التأليف والنشر، فقد صدرت له منذ عودته للسودان بعد أنهى دراسته في انجلترا العديد من الكتب والدراسات، التي يمكن بوضوح رؤية اتجاهين فكريين سار عليهما في منهجه في التأليف.
أولهما:
الاتجاه الأكاديمي التخصصي وهو ما ألف فيه العالم البروفسير عون في مجال اللغة العربية والأدب، وهما مجال تخصصه الدراسي، وقد نشرت له في هذا المجال الكثير من الكتب والتي على رأسها قاموسه المسمى قاموس اللهجة العامية في السودان.
ثانيهما:
الاتجاه الثقافي: وينتمي هذا الاتجاه للفكر الإسلامي العام غير المنتمي لأي طائفة أو أي جماعة من الجماعات الإسلامية التي كانت ولا زالت تعج بها الساحة السياسية والدينية السودانية، فالرجل كان معروفا بعدم تعصبه الفكري للون معين من ألوان الفكر المذهبي بل يعد صاحب مدرسة فكرية متميزة، تدعو للتسامح والتعايش مع الآخر لذا فقد كان مهتما بدارسة الأصول الفكرية للإسلام في السودان، فجاءت معظم مؤلفاته الفكرية الدينية كدراسة للإسلام في السودان وكتابه “الإسلام والعربية في السودان ” يمثل هذا الاتجاه بوضوح تام.
ويلاحظ أن معظم إن لم تكن كل مؤلفات عالمنا رحمه الله لم تحرج عن هذين الاتجاهين الاتجاه اللغوي والاتجاه الإسلامي وفي كلا الحالتين كان يميل لدراسة الحالة السودانية سواء أكانت من خلال اللغة العربية بدراساته المتعددة عن اللهجة العامية السودانية أو من خلال الإسلام وتغلغله في المجتمع السوداني.
وفاته:
توفي العلامة البروفيسور عون الشريف قاسم يوم 19 يناير 2006م عن عمر ناهز 73 عاما.