لازالت الأزمة السياسية في السودان تراوح مكانها خصوصآ بعد أن فاقمتها الإجراءات التي قام بها قائد الجيش عبدالفتاح البرهان والتي وصفها السواد الأر الاعظم من السودانيين بالانقلاب العسكري ، فيما وصفها آخرون بالإجراءات التصحيحية لمسار الثورة بعد أن إنحرفت عن مسارها كما يدعي البرهان وحلفائه من الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا للسلام والذين مهدوا له الطريق بإعتصام القصر.
السيد البرهان أعتقد أن بما قام به سيزيل الاحتقان السياسي ويعيد ترتيب المشهد ليكون الجيش هو المتحكم الأول فيه لكن الأمور لم تسر كما يحلو له ومن ايده بل تفاقمت الأزمة أكثر فأكثر فبخطوته غير المحسوبة العواقب عاد السودان إلي عهد ما قبل البشير ، فإنقطع الدعم الدولي وعادت البلاد إلي عهد العزلة من جديد.
الاقتصاد في طريقه إلي الانهيار والمبادرات الوطنيه لم تفلح في إحراز تقدم في فك الاحتقان السياسي حتي بعد أن عاد رئيس الوزراء عبدالله حمدوك بإتفاق سياسي مع البرهان لم يهدأ الشارع إلي أن دفع حمدوك بإستقالته وترك الملعب للعسكريين الذين باتوا متحكمين في مفاصل الدوله أصبحنا في دولة الرجل للواحد فالسلطتين التشريعية والتنفيذيه أصبحت بيد البرهان وهذا يبشر بإنهيار وشيك للدولة.
حتي اللحظه لا توافق سياسي وشيك يلوح في الأفق مع تمترس كل طرف في مواقفه فالعسكريون لم يقدموا تنازلات، والمدنيين يرفعون سقف المطالب ويطالبون بخروج العسكر عن المشهد السياسي وهذا بإعتقادي لن يحدث في الوقت الراهن.
الطرف الاقوي في كل ذلك الصراع هي لجان المقاومه و التنسيقيات الشبابية والتي أصبحت رقمآ يصعب تجاوزه ترفع شعار لا تفاوض لا شراكه لا شرعيه شعارات يعتبرها البعض صفريه ولا تقود إلي حلول تنهي أزمات البلاد الذي اصبح علي شفأ جرف هاوي ان لم يتدارك العقلاء ويحدث توافق بين جميع الأطراف لوضع تصور يقود البلاد في الفترة الانتقاليه إلي حين الوصول لانتخابات حرة ونزيهة يختار فيها الشعب من يحكمه.
الصراع السياسي الحالي ينذر بخطر وشيك يهدد مصير البلاد التظاهرات المستمرة والقمع الوحشي الذي تواجه به بإمكانها أن تقود إلي حرب أهلية مدمرة.
السودان ليس بإستطاعته تحمل حرب اهليه لم يتعافي من اثارها بعد قضت علي كيان الدولة لأكثر من 15》عاما في إقليم دارفور والنيل الأزرق وجبال النوبة.
علي لجان المقاومة والفاعلين في المشهد السياسي الوحده وتحكيم صوت العقل ، فالحوار يمكن أن يخرج بنتائج تضع نهايات لازمات متتالية عاشتها البلاد ولا تكاد تخرج من أزمة حتي تقع في الأخري.
علينا أن نجلس جميعا إلي طاولة واحده ونطرح جميع القضايا الخلافية للوصول إلي حلول مرضية لجميع الأطراف لتجنيب البلاد الانزلاق إلي المجهول.