الأدب الشعبي … الأمثال السودانية
بيئتنا السودانية مليئة بالحكم والمواعظ والامثال الموروثة ويتداولها الاهالي في حديثهم لوقعها المختصر المفيد للحادثة او الموقف المعني في منتهي الدقة , وتعتبر الامثال احد معالم الادب الشعبي القديم , وهو خلاصة تجارب، وخبرات صيغة في كلمات موجزة تقال في مواقف تفتقر إلي مثل هذه العبارات الحكيمة. والأمثال من صميم الأدب الشعبي، لأنها تتضمن معاني خلقية ، واجتماعية تكشف لنا عن سلوك المجتمع ، فنحن عندما نفشل في اقناع شخص اقناعا عاطفيا، فاننا غالبا ما نلجأ إلي المثل الشعبي حتي يعبر عن التجربة السابقة في الحال، وطالما تعارف الناس علي أوضاع اجتماعية، وسمات خلقية معينة، فإن المثل يؤثر فيهم تأثيرا بالغا.
* والمثل الشعبي قد يستعمل لأغراض تعليمية، واحيانا اخري يكون علي شكل نصيحة، وتارة يكون نقدا لازعا، واداه للتشهير والسخرية تماما كما تعالج النكتة الأوضاع التي لا تتفق مع رغبة الاخرين ، وبعض الأمثال تتسم بروح الفكاهة فهي عبارة عن صورة كاريكاتورية.ولذا نجد ان المثل لقد اخذ موقعا مهما في فض النزاعات ومجالس الجودية والتصالحات لتقريب وجهات النظر وتلخيص المشكلة المتنازع عليها باقوال من الحكمة في غاية البساطة .ولذا ان الادب الشعبي هو عبارة عن مراة تعكس سلوك واخلاقيات المجتمع .
*ومن الامثال التي تعني المسائل التعليمية مثل {حبل الكضب قصير, الصبرمفاح الصبر, والماعندو كبير يشتري ليهو كبير, درب السلامة للحول قريب,صنعة في الايد امانة من الفقر.} ومن الامثال التي تقال للنقد مثل {عينك في الفيل وتطعن في ضله }وعند الكلام المباشر {سمح الغني في خشم سيدو}ومن الامثال العامة خاصة عند اهل دارفور {نمر كان مات كل جلداياتو ارقد . كديسة مابنشال في طبق. شدرة كان مالة بتكي في اخو. دنيا دبنقة دردقي بشيش . اب جنقور في فاشر ما عنو رأي . جراداي في سروال ولا بعضي إلا قعادو ما حلو . الرجال دناقر ماكبر عناقر. الجوعان فورة البرمة قاسية عليهو . ابلاي برقبتو بربطو في صلبو مالو. دابي في خشمو جراداي ولا بعضي . بليلة مباشر ولا ضبيحة مكاشر. تلصيق الطين في الكرعين ولا ببقي نعلين . العندو قش في ضهرو مابتكي في النار. كل شوكاي بسلو بدربو, ام جركم ما بتاكل خريفين . جبل ولا بحشو بجراي}. مجموعة من الامثال التي تقال في مواقف مختلفة عند عامة اهل السودان مثل { الصقر أن وقع كتر البتابت عيب . الكترة غلبت الشجاعة . الماعندو قديم ماعندو جديد . جدادة الخلاء الطردت جدادة البيت . الفولة بتتملي والبقارة بجو.
السفيه نبذ الباشا . الحجاز بدو عكاز . العاقل طبيب نفسو والجاهل عدو نفسو . لالوب بلدنا ولا تمر الناس . الزاد كان ما كفي البيت حرام علي الجيران . الفقرا انقسمو النبقة. الضفر عمروا ما يطلع من اللحم . العين ما بتعلي علي الحاجب. التسوى كريت في القرض تلق في جلدها الفاضي يعمل قاضي . لا فاضي في البنا ولا البناول الطين . الحذر ما بنجي من القدر.} . وهكذا نجد أن المثل الشعبي السوداني عبارة عن سجل خالد للعادات والتقاليد والتجارب التي عاشها الانسان في سالف عهده القديم اصبحت زخيرة وافرة من الحكم والاقوال.
* وتكمن اهمية المثل في تقريب المراد للعقل اذ يصور الفكرة الي كلام محسوس فيجعل المعاني كالاشخاص مما يساعد علي ثبوتها في الذهن , والامثال تحافظ علي هوية الشعوب لانها نابعة من ارث وثقافة المجتمع وهي دلالة علي الحالة النفسية التي يعيشها المجتمع في فترة تاريخية معينة , والامثال من اكثر الطرق التي يستخدمها الشعب للتعبير عن احواله السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. ولذلك نجدها في مجتمعنا السوداني في الشعر العامي والدوبيت وصياغة الحكم الشعبية . وخاصة في مجتمعاتنا الريفية يهتمون في تفاصيل الحديث بضرب المثل واختصار الشرح الكثير . { نِحنا أسود غُوب كَضَبْ البداني وكـرنا,, ومـا بِكـتر سُرورو اللَيهو نِحنا فكرنا ,, شوفـتنا القبـال تبيـنا جـانا سكرنـا,, نِحنا إن هجنا سبحان من يصفي عكرنا}….
عزيزً انتّ ياوطني برغم قسّاوة المِحنيّ وبكلِ صُعوبة المًشوار وكُلِ ضرّاوة التيار سنعمل نحّنُ يا وطنّي لنعبر حاجز الزمنيّ ونبنّي عِزة الإنسّان حياتك كُلها قيمٌ تُتوّجَ قمةَ شمّاء .
علاءالدين الحلو,,,,