¤ خلفية
اقتصاد الدولة هو الاقتصاد الأكبر، أما الاقتصاد الفردي فهو المواطن وأسرته.
في جانب الاقتصاد الفردي يستطيع كل منا أن يصلح اقتصاد السودان من خلاله بطريقة غير مباشرة، ويزيد من معدل الدخل القومي به، وينهض بالسودان عن طريقه بصورة غير مباشرة ولكنه الجزء الأساسي فيه، وليس مطلوب منا شيء كثير أو صعب المنال فهو شيء بسيط جدا بأن نطبق قواعد الدين (الإسلام أو المسيحي) بأن لا نهدر شيئا وأن نصرف كل شيء بعقلانية أكثر، ودون التبذير والإسراف، ونحافظ على ما نملكه.
¤ دائما ما نردد كلمة الدولة واقتصادها والبنك المركزي والميزانيات، وكأننا نتحدث عن شيء بعيد عنا، ولكن في حقيقة الأمر أننا كأفراد نقع في منتصف هذه الدائرة من الدولة، فالأفراد هم جوهر وجودها، وايضا اقتصاد السودان يشمل كل الفئات العاملة (عامل -مزارع -الاستاذ -التاجر –المهندس-الطبيب) وغيرها من المهن الكثيرة ميعها تشكل جزء من اقتصاد السودان ومصدر دخل بالنسبة لها، ويأتي دور الدولة في تنمية هذا الدخل.
كما ان الدولة هي عبارة عن مجموع المواطنين الذين يعيشون على قطعة أرض يمتلكونها ومن قم تدار شؤونهم بهيئة يختارونها ويسمونها الحكومة، فإن اقتصاد الدولة هو مجموع اقتصادات المواطنين مضاف إليها موارد البلاد أو الخدمات وغيرها، إذا فإن الاقتصاد الكبير هو حاصل جميع اقتصادات المواطنين الأفراد والأسر الذين يعيشون فيها.
¤ لذلك اقتصاد الدولة وهو الاقتصاد الأكبر مرتبطا مع اقتصاد المواطن وأسرته وهو الاقتصاد الأصغر، فلا يمكن إصلاح الاقتصاد الأكبر دون إصلاح الأصغر، فإن تم إصلاحه يمكن النهوض باقتصاد الدولة بصورة أكبر، فهم مترابطان مع بعضهم البعض ووجه العلاقة بينهم علاقة الكل بالجزء.
فعلينا نحن مواطنون أن نتصرف في حياتنا اليومية بكل رشد وإدراك وأن يكون سلوكنا إنعكاساً لهذا الإدراك، وعلينا أن لا ننظر إلى الدولة والحكومة الانتقالية في إصلاح وتغيير هيكلة الاقتصاد والنهوض به، لأن هذه مهمتنا نحن كمواطنين، علينا إصلاح اقتصادنا الأصغر والنهوض به كل حسب قدراته ودوره وموقعه وما يملك من عمل او عنصر من عناصر الاقتصاد، ويصبح دور الدولة في أن تحمينا من المحتالين واللصوص والفاسدين، والذين يهدرون ثرواتنا ومواردنا الطبيعية ويدمرون اقتصادنا، هذا هو دور الدولة الأساسي أما الإصلاح والإنتاج فهو دورنا .
¤ جميع انواع الاقتصاد في متناول ايدينا ونحن نتصرف بها، فالاقتصاد هو سلوك نقوم به في كل يوم، لأنه عملية إنتاج أو عملية استهلاك، والإنتاج نقوم به عندما نعمل في أشغالنا الخاصة، أو عند الآخرين، في كل الأحوال يستطيع الإنسان أن يزيد إنتاجه كل يوم بنسبة معينة ولكن عليه التفكير قليلا وسنطرح افكار في المقال القادم عن كيفية ذلك مع بعض الامثلة، وبنفس النسبة التي يزيدها المواطن بالتالي سيزيد إنتاج الدولة والدخل القومي، وسيرتفع الاقتصاد وينهض.
أما الاستهلاك فهو الأخطر، لأنه السلوك الذي نقوم به طوال الوقت حتى احيانا اثناء النوم إذ انه ينام وينسى أنوار بيته مشتعلة، ولكن وهو مستيقظ يستهلك أكثر في كل شيء، سواء ماله الخاص او المال العام، فالعبث برصيف الشارع واقتلاعه يعتبر استهلاك وإهدار للمال العام، والخدمات العامة استهلاك، لذلك فإن هذا الجانب من الاقتصاد يستطيع كل منا أن يصلح اقتصاد السودان من خلاله، وأن يرفع من الدخل القومي وينهض بدولته، وذلك بكل بساطه عليه فقط ان يطبق قواعد وقوانين العقلانية في ان لا نهدر شيئا او ان نستخدم شيء برشد ودون الإسراف أو التبذير.
فلو كل شخص حرص على ان لا يلقي لقمة خبز في القمامة، وألا يستهلك أكثر مما يحتاج، ويبتعد عن الإسراف حينها سيرتفع الدخل القومي بنفس نسبة التوفير في ميزانية الأسرة.
¤ إذن فإن إصلاح الاقتصاد الأصغر، اقتصاد الفرد والأسرة، أهم بكثير جدا من إصلاح الاقتصاد الأكبر، اقتصاد الدولة.
¤ إذا أعجبك المقال تابعني على مجلة السودان.