اصلت الأندية السودانية صحوتها و تفوقها، و هي تستعيد عنفوانها و بريقها و لمعانها في إطار المشاركة الافريقية؛ وذلك في أعقاب الإخفاق و الفشل اللذان ظلا يلازمانها طوال الثلاثة مواسم الماضية مسبباً لها الخروج المبكر من الأدوار التمهيدية لمنافسات الإتحاد الافريقي نسختي الأبطال و الكونفيدرالية باستثناء الهلال الذي أخذ يشكل حضوراً متفاوتاً بالتحديد في هذه الفتر، وبلا شك كان الوداع المبكر للأندية السودانية من الأدوار التمهيدية للبطولات الافريقية بمثابة خيبة أمل و صدمة حقيقية، أصابت الشارع الرياضي بالذهول و رمت بظلالها السالبة حتى ارتسمت على ملامح المشهد الكروي بالبلاد حالة عارمة من الإحباط و الاستياء من جراء الظهور المتواضع لها خارجياً؛ و لكن أطلت نافذة الامل والنجاح مجدداً هذه المرة للأندية السودانية الثلاث ( المريخ والهلال والأمل عطبرة ) و هي تزخرف مسيرتها بأجمل و أزهى ألوان الجهد والعطاء و أبهى النتائج التي أفلحت في تجاوز مطب و عقبة الدور التمهيدي بإمتياز و عن جدارة و استحقاق من خلال النتائج الايجابية التي حملت رسائل و دلالات و مؤشرات و مضامين تجسد وتؤكد علو كعب الكرة السودانية و تنذر عن العودة القوية للكرة السودانية على الصعيد القاري رغم التحديات والمعوقات التي تواجهها في ظل تداعيات فيروس كورونا و إفرازاتها التي انعكست على حال النشاط الرياضي بالسودان حيث أثمرت مشاركة الأندية السودانية الأخيرة في تحقيق أرقام قياسية جديدة بفضل النتائج الجيدة التي أحرزت في جولتي الذهاب والإياب في وضع بصمة مضئية وتفرد لها حيث لم تتذوق الأندية السودانية طعم الهزيمة في أي من مواجهات خلال الدور التمهيدي من البطولتين.
المريخ يكسر حاجز النحس
نجح المريخ فى كسر عقدة التمهيدي ،حيث كان مشوار المريخ في البطولة الأفريقية ينتهى دائماً فى الأدوار التمهيدية مما وضع العديد من التساؤلات و علامات الاستفهام عند الفنيين. ولكن بكل ثبات و يقظة نجح المريخ في كسر حاجز النحس والخوف و الإنكسار اللذين لازماه خلال المواسم الثلاثة الماضية من واقع صدم قاعدته العريضة و محبيه بالوداع المبكر من البطولة. واستطاع الفريق أن يفرض هيبته وسمعته ويسعد جماهيره في استهلالية مشواره في بطولة دوري أبطال أفريقيا بأداء مميز ونتائج مبشرة وبداية طيبة عقب تعادله ايجابيا بهدف لكل في جولة الذهاب أمام مضيفه اتوهو من الكونغو برازفيل، ويعود ليحقق الفوز على أرضه بأمدرمان بهدفين دون مقابل عن طريق لاعبيه وجدي هندسة و سيف تيري .
و رغم تعدد فرص التأهل إلا أن المريخ وجد صعوبة في شوط اللعب الأول في مواجهته أمام ضيفه بطل الكونغو في جولة الإياب . وتمكن من الوصول إلى شباك الضيوف مرتين في شوط اللعب الثاني و بذلك تجاوز هاجس العامل النفسي حول قصة الخروج المبكر.
وسيلاقي المريخ فريق انيمبا النيجيري بأمدرمان بعد أقل من أسبوعين في لقاء الذهاب الذي تحدد له أحد يومي (23/22) ديسمبر الجاري بامدرمان على أن تلعب جولة الإياب في أحد يومي (6/5) يناير المقبل خارج أرضه.
الهلال يفوز ذهاباً وإياباً
.. الانتصار الغالي الذي حققه الهلال من خارج قواعده أمام مضيفه فايبرز الأوغندي بهدف اللاعب وليد الشعلة في جولة الذهاب من الدور التمهيدي لدوري أبطال افريقيا .. بكل تأكيد سهل و قلل من مهمة جولة الإياب التي جعلها أشبه بأداء للواجب و منحته الأفضلية في خطف بطاقة التأهل إلى الدور الأول مبكراً، ونجح الهلال في تكرار سيناريو النتيجة السابقة بصعوبة في جولة الإياب التي كسبها بهدف اللاعب محمد موسي الضي . حيث لعبت خبرة لاعبي الهلال دوراً مهماً في تجاوز عقبة الفريق اليوغندي و لم يقدم الفريق العرض المنتظر بعد أن ظهر متباعداً في الخطوط، و يواجه الهلال الأشانتي كوتو الغاني في الدور الأول لدوري أبطال إفريقيا
الأمل عطبرة يحدث المفاجأة
رغم الغياب الطويل عن المشاركات الإفريقية إلا أن هاجس الغياب لم يؤثر عليه كثيراً و تمكن فريق الأمل عطبرة من إحداث المفاجأة و حيث أقصى منافسه فريق كيوكسي الزنزباري ذهاباً وإياباً من الدور التمهيدي لبطولة الكنفيدرالية مقدماً و محققاً الأرقام القياسية في سجله الخارجي. حيث إنتهى لقاء الذهاب بالخرطوم بهدف اللاعب بهاء الدين ليحدث الأمل عطبرة مفاجأة كبيرة بالفوز على مضيفه بثلاثة أهداف دون مقابل في جولة الإياب محققاً أكبر فوز في الدور التمهيدي في إنجاز جديد تبادل في إحراز الأهداف الحارس أكرم الهادي و عادل الفجر و ألوك يانغ. و يواجه نهاية الشهر الجاري بطل بوركينافاسو في الدور الأول لبطولة الكنفيدرالية.
هلال الأبيّض يتأهب للظهور
يستعد فريق هلال الأُبيّض رابع الأندية السودانية للمشاركة في البطولة الأفريقية التي تم اعفاءه من الأدوار التمهيدية لبطولة الكنفيدرالية لملاقاة بطل تنزانيا فريق نامونقو في الدور الأول لبطولة الكنفيدرالية و يتطلع الفريق جاهداً لاستعادة شريط ذكريات الماضي موسم 2016 الذي نجح من خلال أول مشاركة في البطولة الأفريقية في الوصول إلى دور الثمانية من الكنفدرالية و وجد الإشادة و الثناء من قبل الإتحاد الإفريقي بسبب المردود الإيجابي و الكبير الذي ظهر به في للبطولة الإفريقية.