هي مندي ابنة السلطان عجبنا بن أروجا بن سبا، سلطان (النيمانج ) ،و سلطان تلك البقعة الواقعة بالقرب من مدينة الدلنج، و التي تضم مناطق كرمتي، النتل، تندية، سلارا، حجر السلطان، والفوس وهي المنطقة التي دارت فيها رحى المعركة بين قوات المستعمر البريطاني، وجنود السلطان عجبنا.
الأميرة مندي بت السلطان عجبنا المقاتلة المناضلة، و التي لم ينصفها التاريخ و لم ينصفها أهل التوثيق في بلادي مما جعلها مجهولة لأغلب الشعب السوداني، و هي نجم سطع وهاجاً في سماء الوطنية في بلادي.
فى نوفمبر1917م تمرد النيمانج و ثاروا ضد البريطانيين، و قتلوا (هتون) مفتش مركز الدلنج فى كمين بالقرب من منطقة حجر السلطان. ثارت السلطات البريطانية و جهزت جيشا للثأر لمقتل (هتون) و زودوه العدة و العتاد.. و قاده المقدم (سميث) أحكم الجيش البريطانى قبضته على المنطقة وضرب الحصار حول ثوار النيمانج..حصار من ثلاث جهات:-
-منطقة ولال.
-منطقة كلامو.
-منطقة النتلو.
بهذا الحصار المحكم عُزِل السلطان عجبنا و جيشه عن مصادر المياه المتمثلة فى آبار (كوديلو بونغ) فى منطقة (سلارا).وساء وضع الثوار جداً وتأزم ولاحت بوادر الهزيمة ولكنهم رفضوا الإستسلام.. وصلت الأنباء الى القبيلة عن سوء الوضع فى أرض المعركة، و عرفت (مندي) فقررت إرسال التعزيزات والدعم لوالدها، و صممت على الذهاب لتحارب إلى جانب والدها..ربطت طفلها فى ظهرها و حملت بندقيتها، حاول الكثيرون ثني عزمها و لكن هيهات، لن تتراجع عن قرارها، و ضربت (البُخسة) فى الأرض دليلا على عزمها وعدم تراجعها و إصرارها كما فى ثقافة النيمانج.
وصلت التعزيزات إلى الثوار وألهب قدوم مندي الحماس بين الصفوف المقاتلين، و بدأوا القتال بروح جديدة قتال أشد شراسة و عنف.. و مندي بين الصفوف تقاتل فى شجاعة نادرة لم يوقفها مقتل طفلها على ظهرها برصاص العدو بل زادها إصرار..كانت بجانب القتال تعمل على تضميد الجراح، ورفع الروح المعنوية، و الطبخ للمقاتلين…هُزم الثوار و أُسر السلطان عجبنا و صديقه كلكون، وتم إعدامهم شنقا فى الدلنج صبيحة يوم 27/12/1917م..
إستسلم الثوار بعد إعدام قائدهم الروحي و العسكري، وعادت مندي و من تبقى إلى القبيلة بعد أن ضربوا مثالاً نادراً فى الشجاعة والفداء لتخلدهم أغانى القبيلة.
Copyright secured by Digiprove © 2021 Ashraf Eltom