الأرجنتيني هو المنهج النموذجي

“الأرجنتيني هو المنهج النموذجي، الأساس لكل ما يدور حولنا و نحن نتحرك في السياق الذي بمثابة جزء أقرب لنا ، لذلك ليو هو الدليل على ما تبقى من عظمة الكرة ” خوانما ليو واصفاً ميسي.
الأمر لا يتعلق بأرقامه و إحصائياته و فوضى المقارنات تلك
بل مشاهدة ميسي داخل الميدان و بحوزته الكرة هي تعريف دقيق و مثالي للعبة.

اليغري في إحدى مقابلاته تحدث عن ليو بأنه « يجعل كل شيء يبدو سهلا »
كتمريرته لألبا التي عجز المدافعين عن فهمها رغم تكرارها في مباراة تلو الأخرى
و ركلاته الحرة التي يعلم جميع من في الملعب أنها ستبرح موضعها الإعتيادي يسار أعلى المرمى ، رغماً عن ذلك عجزت القفازات عن ملامستها.

خوسيه أوريليو جاي مدرب ريال سرقسطة بعد الهزيمة من برشلونة بنتيجة 4-2 في عام 2011 قال عن ميسي “الليلة رأيت دييجو مارادونا ، لكن بدورات أكثر في الدقيقة ، لا توجد كلمات كافية لوصفه .. إنه مكوكي ! كان بمقدورنا الفوز على برشلونة لكن لم يكن ممكنًا الفوز على ليو ميسِّي ، لو كنَّا سجلنا أربعة أهداف كان هو ليسجل 12 هدفًا ، هو كالشبح يظهر لك في كل جنبات الملعب ”
التصريح يبين لك أن بيب قد أحدث تغييراً عظيماً في مسيرة ميسي ، بتحويله من الجناح الى مهاجم وهمي يسقط الى دائرة المنتصف و أن ليو قد إكتسب قدراً هائلاً في فهم اللعبة.

لويس إنريكي في 2015 أثبت ذلك بقوله أن ميسي أفضل لاعب لكل الأوقات ، لماذا ؟
لأن بإستطاعته اللعب في أي مكان ، إذا لعب في مركز ” 8 أو 6 أو 9 أو 10 ” سيكون الأفضل في العالم لذلك له حرية التحرك في الملعب و من الغباء أن لا أستغل لاعب بإمكانه منحك تمريرة حاسمة من على بعد 40 متر.

ليو بإمكانه الإبداع بدون بذل جهد !
في كلاسيكو ال3/0 عام 2017 ، أظهر الإحصاء أن في 83% من وقت المباراة ميسي كان يتمشى فيه و بالرغم من ذلك كان الأكثر صناعة للفرص و تمكن من تسجيل هدف و صناعة أخر ، في الصباح إحتفلت صحف برشلونة بعنوانين ” ميسي يتمشى أفضل من ركض بعض اللاعبين.
بيب غوارديولا فسر الأمر بطريقته أن ” ليو هو أكثر اللاعبين حضوراً في المباراة و أن رأسه و عقله و ذهنه يفكرون في المباراة و معرفة ثغرات المنافس ” ثم دعم رأيه بنقطتين :
الأولى : أن قدرة ميسي البدنية ليست كباقي اللعيبة في عمره لذلك يقرر توزيع مجهوده البدني على أوقات معينة من المباراة

النقطة الثانية هي تفسير للأولى : في أول 5 دقائق من المباراة يصب ليو كامل تركيزه على دفاعات الخصم ليستكشف الثغرات التي تمكنه من الوصول إلى المرمى أو تمريرته إلى المهاجمين ،
يتابع قوله بأن ليو يحرك رأسه يميناً و يساراً طوال ال90 دقيقة لقراءة وضعيات زملائه من أجل خلق الفرص لهم.

في يوم ما قرر سانتي نولا صحفي الموندو الحديث عن ميسي في عموده على الصحيفة ، إنتهى الأمر بكتابته لثلاثة كلمات
” الحروف لا تكفي “.
في حضرته يعجز التعبير عن الإحتفاء ، بل لحظة إتساع بؤبؤ العين عند مشاهدته هي وصف دقيق لما نشعر به ، لما نكنه له من حب حينما يأبى اللسان عن البوح و أن كل تلك السطور ليس إلا هدفاً لتذكيري في المستقبل بأنني عشت في عصر ميسي.

ربما في هذه الأحيان يحتفي به أصدقائه ، عائلته ، زملائه
و أن لحظة خفت شمعته ال34 ستقابلها صيحات من الفرح بعامه الجديد لكن كرة القدم ستبكي حزناً ؛ لأنها تعلم أن ذاك الظلام الذي ساد منزله سيُعم الملاعب في وقت قريب 💔.

Related posts

الكوليرا حيث الماء سر الحياة وسر الموت

آلام مخفية

أمراض البنية التحتية

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. أقرا المزيد...