الأخوان هومر ولنجلي كويلر تحولت حياتهما من حياه مترفة ومثالية إلى الوحدة والعزلة ثم لتنتهي حياتهما بالموت تحت أكوام النفايات، ذلك لأنهما عانا من مرض جعلهما يحتفظان بالنفايات والأشياء القديمة وعدم التخلص منها حيث أن هومر عانى مؤخرا من العمى وتفرغ لنجلي للعناية به وقام بعمل أفخاخ لأن منزلها تعرض للصوص ولقي حتفه في أحدها، ومات أخاه هومر جوعا الذي كان ينتظره لجلب الطعام وقع هو ضحيتها بينما كان يجلب الطعام واختفت جثثهما تحت النفايات إلا أن عثر عليها في منزلهما بواسطة رجال الشرطة عام ١٩٤٧ بعد إزالة حوالي ١٤٠ طنا من القمامة.
المرض الذي عانا الأخوان كويلر منه يسمي اضطراب الاكتناز القهري (Hoaring disorder). والذي سأكشف لك خبايا في هذا المقال عزيزي القارئ.
هو مرض نفسي عرف أنه (الإفراط في الاحتفاظ بالأشياء التي يراها الآخرون عديمة الفائدة) بواسطة الجمعية الأمريكية للطب النفسي.
ضحايا هذا المرض يعانون من صعوبة التخلص من الأشياء بحجة أنهم قد يحتاجون يوما ما إليها أو أنها تعبر عن ذكرى خاصة مثل الكتب المجلات ،الحيوانات، صور قديمة، أو الملفات والمراسلات الإلكترونية حديثا .
ما يقدر بي ٧٠٠ ألف إلى ١.٤ مليون حول العالم مصابون بهذا المرض.
هذه النفايات تعرض المريض لمشاكل صحية بسبب الغبار والحشرات التي تتكراة في النفايات او تزيد من خطر الحريق وفي حالة الاحتفاظ بالحيوانات قد لا يتم الاهتمام بها بصوره صحية وبالتالي تسبب الأمراض.
الأعراض:-
١- جمع الأشياء القديمة والتي لا قيمة لها بطريقة غير منظمة ظنا منه انا سيحتاج إليها يوما ما مثل المجلات والكتب .
٢-العجز عن التخلي عن الأشياء .
٣-الإفراط في التعلق بالممتلكات .
٤-الفوضى وعدم ترتيب الممتلكات لي درجة تعيق الحركة و النشاط.
٥-عجز في تأدية المهام والوظائف.
٦-قصور في التواصل الاجتماعي.
يمكن أن يعاني الصغار والكبار من هذا المرض، ولكن أثبتت دراسة حديثه أن الأشخاص كبار سن هم الأكثر عرضة للإصابة به وتبدا أعرض المرض بالظهور من مرحلة البلوغ او المراهقة .
الأسباب:
حتى الآن لم يتم الكشف عن أسباب بعينها تسبب المرض ولكن هناك عوامل خطيرة تزيد من نسبة الإصابة به نذكر منها:
١-التاريخ العائلي.
٢- الفقد :الأشخاص الذين تعرضوا لفقد شيء مهم في حياتهم كفقد عزيز ،عمل، منزل .
٣-الوحدة:- حيث لوحظ انتشاره بين الأشخاص الذي يسكنون بمفردهم.
٤-العاطفة: وذلك عن طريق ربط هذه الأشياء بذكري جميلة أو أوقات سعيدة .
الأمان والراحة النفسية :حيث يجعل المريض هذه الأشياء المكتنزه مصدر للأمان والراحة.
٥-الإيمان بأنه سيحتاج هذه الأشياء يوم ما.
٦-امراض نفسية أخرى: مثل الوسواس القهري ،القلق ،الاكتئاب وتخلف الدماغ.
العلاج:
لا يعترف معظم المرضى به بسهوله ولذلك يصعب علاجه ولكن نظام العلاج يشمل نوعين من العلاج:
١-العلاج الدوائي:-
يشمل مضادات الاكتئاب المحتوية على مثبطات السيرتونين الانتقالية SSRIs)) .
٢-العلاج النفسي:-
عن طريق العلاج السلوكي المعرفي بواسطة :-
أ-معرفة المعتقدات.
٢-تعزيز الثقة بالنفس.
٣-التواصل الاجتماعي .
٤-تغير طريقة التفكير
٥–تعليم المريض مهارات ( تنظيم المقتنيات، اتخاذ القرارات ،الاسترخاء وكيفية التخلص من الأشياء عديمة الفائدة) .
دور المجتمع المحيط بالمريض:-
لا يجب التخلص من الأشياء دون رغبته و ينبغي للأهل عدم محاولة زيادة مساحة التخزين لأنها قد تزيد رغبته في تخزين الأشياء .
هل هواية جميع الأشياء تعتبر اكتناز قهري؟
لا تعتبر كذلك حيث أن هواة جمع الأشياء يتميزون بتنظيم المقتنيات بطريقة منسقة وجميلة تسهل الوصول للمقتنيات بسهولة ويستمتعون بعرضها للآخرين.
أما مرضى اضطراب الاكتناز القهري فتعم الفوضى مقتنياتهم ويصعب عليهم إيجاد أحدها ويخجلون من عرضها للآخرين.
كيف نقي أنفسنا من هذا المرض:-
١-فرز الأشياء بطريقة منسقة ومرتبه.
٢-التبرع بالأشياء التي لا حاجة بها أو بيعها بسعر جيد.
٣-إعادة التدوير وذلك بتحويلها إلى أشياء اكثر فائدة.
٤-ضبط المشتريات.
٥-القيام بمهمة التخلص من الأشياء بمشاركة صديق .