355
أكثر شي يعلق في فشل الأمة
هو (ابتعاد الأمة عن الدين)! فهذا ما يروجه المتأسلمين للسكوت على ما تفعله الحكومات بشعبها !!
طيب نرجع للتاريخ عشان نستفيد … ونشوف هل فعلاً فشل الأمة حالياً بسبب ابتعادنا عن الدين أو لا.!
عندما قامت الدولة الأموية
هل قامت بسبب عودة الناس إلى الدين الصحيح ؟!
وعلى أنقاض الدولة الأموية قامت الدولة العباسية … فهل قامت بسبب رجوع الناس إلى الدين الحق فأقاموا الدولة (العباسية) … أم بسبب ابتعادهم عن الدين الحق فخسروا دولتهم(الأموية).!؟
وعندما قامت الدولة العثمانية وتوسعت في أرجاء الوطن العربي، فهل كان بسبب عودة الناس إلى الدين الصحيح أم ابتعادهم عن الدين ؟!
وكذلك الدويلات التي قامت وانتهت في شتى أرجاء العالم الإسلامي هل كان قيامها وانتهائها مرتبط بارتباط تدين الناس؟!
طبعاً اذا كان الجواب نعم
فهذا يجعلنا نتيقن أن أوروبا وأمريكا واليابان والصين وغيرها … أقرب إلى الله منا.!
وأن تلك الشعوب استقام حالها بعد أن عادت إلى الدين الحق !!
مما سبق نلاحظ
أن الشماعة التي يعلق المتأسلمين عليها فشل الأمة .. شماعة واهية وغير منطقية.
فشل الأمة يتمثل في فشل الإدارة (الحكام) سياسياً واقتصادياً وعلمياً، فليس للدين دخل بالموضوع لا من قريب ولا من بعيد.
فعشان ما نوجه أصابع الإتهام للحكام الفاشلين !! … ونحملهم مسئولية فشل الأمة، نتعذر بأعذار واهية … ساعة بإسم الإبتعاد عن الدين !!
وساعه بإسم المؤامرات الخارجية
لذلك
دعوا الدين بعيد عن الخزعبلات
ودعونا نشتغل سياسة لنقيم دولة عادلة.
وتكون المواطنة المتساوية فيها هي المعيار الوحيد الرابط بين أبناء الأمة، غير ذلك سنجلس بنفس الدوامة الى قيام الساعة.
فهناك فرق بين وطن … ودولة إسلامية
الوطن شمولي، ودولة الإسلام محصورة في الخلافة والمسلمين واحتكار الدولة عليهم، طالما السودان يسمى وطن فلابد من وضع معايير المواطنة، وهي حرية الاعتناق الفكري والديني وأجهزة الدولة لن تكون محصورة في طائفة معينة او دين معين، فكل من يحمل الكفاءة ينال حظه في دولة المواطنة.
ملاحظة أخيرة
مملكة سبأ وحضارتها العملاقة قامت وكانت بلقيس وقومها يعبدون الشمس !!
من الاخر … ما يحصل الآن في السودان ليس لديه علاقة ببعد الدولة عن الدين كما يروج له المتأسلمين باسم الدين !!
بل السبب الحقيقي أن قحت ليست لديها علاقة بالسياسة والحنكة الفكرية في فهم معضلة السودان، فلن يصلح حال السودان إلا بالشيء نفسه الذي انصلحت به إثيوبيا.
إثيوبيا دولة متعددة الأعراق والطوائف والأديان أيضاً …
وبسبب الصراع حول السلطة
ضربت إثيوبيا مجاعات وحركات جياع
وبسبب الحكم المركزي
لم تستقر أوضاع أثيوبيا لمدة عقود
في بداية الأمر
كان المفكرين والسياسيين الإثيوبيين يقولوا للناس … ما ينفع اصحاب الهضاب أن يجلسوا يحكمونا طول عمرهم.
ما ينفع اصحاب شمال الشمال اللي اكثر واحد فيهم معه شهادة سادس يجي يوقع محافظ أو مدير أمن في جنوب الجنوب … المليء بالكوادر ورجال الأمن…!
وكان الكثيرين يرفضون هذا الكلام!
كان المفكرين يقولون: دعونا نتقسم فيدرالياً وكل إقليم يحكم نفسه.
أفضل من أن يجلس الإقليم الفلاني ويتقاتل معنا أو ضدنا من أجل السلطة والثروة، والاغبياء من الإثيوبيين رفضوا ذلك!
وجلست إثيوبيا تقتل بعضها بعضاً … إلى أن أصبحت الفيدرالية هي الحل الأوحد والوحيد
فقاموا بتجريب الفيدرالية فنجحوا
وقالوا للعالم لقد نجحنا
واصبحنا أكبر قوة اقتصادية صعوداً في افريقيا.
ونحن مازلنا نتفرج عليهم … ونرفض مبدأ القسمة والتقاسم
مع أن إثيوبيا أمام أعيننا تقسمت ونجحت.
وهذه النقلة لن تتم طالما لا يوجد هناك ديمقراطية في الفكر والرأي وتقبل الاخر والمختلف لاجل الوطن ورفع رايته !!
Copyright secured by Digiprove © 2021 Ashraf Eltom