الرئيسية السينما إلى أصحاب القلوب المنكسرة

إلى أصحاب القلوب المنكسرة

بواسطة مازن أسعد عثمان
542 مشاهدات

Rust and Bone 2012

IMDb : 7.5

Rotten Tomatoes : 82%

ظاهرياً قد تبدو الإعاقة الجسدية والروحية شيئان مختلفان .. لكنهما في النهاية يحملان نفس القدر من النتائج، المحصلة دائماً ما تكون انساناً خائراً على شفا لمسةٍ من السقوط ..

إلا إذا …

علي مع ابنه، لا نعلم أي شيء عن ماضيه، يبدو أنه خارج من علاقة فاشلة، في طريقه للعيش مع أخته آنا .. حيث يجد هناك عملا ك حارس أمن في أحد النوادي ..

على الناحية الأخرى هناك ستيفاني .. متباهية، تبدو كشخص يبحث عن نفسه .. نجدها في حفل راقص، لكنها تدخل في شجار وتسيل الدماء من أنفها  ..

هنا نحصل على أول نقطة تلاقي بين الإثنين .. علي يأخذ ستيفاني لمنزلها حيث نعلم هناك أنها مدربة دلافين .. ثم يترك رقمه في حالة حدوث أي شيء ويعود للمنزل ..

تمر الأيام .. وتصاب ستيفاني بحادث في مكان عملها .. لا نعلم حجم الإصابة حتى تدرك هي أولا .. ونجد أنفسنا نعيش ونتجرع معها لحظة الإكتشاف الأولى .. نحن ببساطة نغرق في ظروفها ونشعر مباشرة بالرعب ..

من خلال متابعة الشخصيات سنرى أنهم على بعد شِبر من الهاوية رغم أنهم يظهرون غير ذلك .. قصة عن شخصين ظاهرياً لا يجب أن يكونا معاً .. يكشفان عن نقاط تقاطعهما والأماكن التي يملأن فيها فراغات بعضهما البعض .. ستشم رائحة العرق، وتشعر بتأثير كل لحظة، ستتسلق داخل المعاناة، وتشعر بالأشياء التي يفعلونها، سواء كانوا يسبحون أو يقاتلون أو فقط يتكلمون ..

الفيلم بشكل أساسي يهتم بالمصاعب الإقتصادية، وإنهيار الأسرة .. تكوين الحبكة يتسم بشيء من البُطء، وهو الشيء المميز فيه .. القصة ميلودرامية نوعا ما .. بعض الجوانب قابلة للتنبوء لكن في المجمل شاعرية .. سوف يأسرك التمثيل لشخصيتي على وستيفاني .. وما بين هذا وذاك سيكون لديك قدر كبير من العاطفة والإدراك والضعف بعد النهاية ..

 

تجربة فرنسية جديرة بالإحترام لأُناس يناضلون من أجل التعافي، النفسي قبل غيره .. لا أحلام لا أمنيات، فقط نضال أمام عيش الحياة ..

توجد 27 عظمة في اليد البشرية، لو كسرت ذراعا أو قدما، فإن العظمة تلتئم مرة أخرى عن طريق التكلس، وبالتالي يمكن لذراعك أو قدمك أن يزدادوا قوة .. لكن بالنسبة لليد فلن تعود كما كانت أبدا .. في كل معركة ومع كل صفعة ستفكر في الأمر، ستصبح حذرا، لكن الألم سيعود بين حينٍ وأخر كوخز الإبر، كشظايا الزجاج ..

لكل تلك الأرواح التي لاتعلم كيف تستمر .. لاتدري كيف تطلب المساعدة .. لأولئك الذين يعيشون في حواف الحياة البالية، ذوي العزم الخاطيء وأصحاب الذنوب وقبل كل شيء أهل التهور ..

 

ربما يعجبك أيضا

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. أقبل أقرا المزيد...

-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00