في السنوات الأخيرة شهد السودان مثله مثل العديد من دول العالم تغيرات ملحوظة في الأحوال الجوية نتيجة للتغير المناخي مما أدى إلى إرتفاع في درجات الحرارة وتغيير في أنماط هطول الأمطار وأيضاً العديد من الكوارث الطبيعية الأخرى، وقد زاد ذلك أيضاً من تعرض السكان لمشاكل صحية متعددة، أثرت هذه التغيرات البيئية بشكل مباشر على صحة كل من الأفراد والمجتمعات وأدى ذلك أيضاً إلى تفاقم الامراض وزيادة في معاناة الفئات الضعيفة.
مع إرتفاع درجات الحرارة والرطوبة زاد إنتشار الأمراض المنقولة عبر الحشرات بالأخص تلك التي ينقلها البعوض، يعتبر السودان بيئه مثالية لإنتشار هذه الأمراض بسبب الظروف المناخية، ساهمت المياه الراكدة الناتجة عن التغيير في أنماط الأمطار إلى زيادة في أعداد البعوض مما أدى الى تفشي الملاريا وحمى الضنك، وقد شكل ذلك ضغطاً متزايداً على النظام الصحي في السودان وهو في أسوأ حالاته وخاصة في المناطق الريفية.
أثر التغير المناخي بشكل مباشر تاثيراً قوياً على الزراعة في السودان وقد شكل ذلك تهديداً للأمن الغذائي، فقد تسببت حالات الجفاف المتكررة والنقص في الأمطار في تقليل إنتاج المحاصيل بالأخص الأساسية منها مثل الذرة الرفيعة والدخن وأدى ذلك إلى إنخفاض الإنتاجية الزراعية، و إنعكس هذا التاثير سلباً على حياة الناس متمثلاً في معاناتهم من إرتفاع الأسعار.
لم تقتصر أثار التغيير المناخي على الصحة البدنية فقط بل إمتدت لتشمل الصحة النفسية لكل من الأفراد والمجتمعات المتأثره بالكوارث الطبيعية مثل الفيضانات والسيول والجفاف، التي تترك أثراً نفسياً عميقا على المجتمع والفرد، حيث عانى الأفراد المتضررون من التوتر والقلق وفقدان الأمل نتيجة لفقدان ممتلكاتهم والتدهور في سبل معيشتهم، وقد برزت هذه الأثار بوضوح في السودان عامة وبشكل خاص في المناطق الريفية حيث يعتمد الناس بشكل مباشر على الموارد الطبيعية للعيش، من الممكن أن تؤدي هذه الأزمات إلى ارتفاع في معدلات الإكتئاب والأمراض النفسية مما سيضيف عبئاً إضافياً على المنظومة الصحية.
تسبب التغير المناخي في تدهور في جودة الهواء وكان ذلك نتيجة للعواصف الرملية المتكررة والإرتفاع في درجات الحرارة مما زاد من مخاطر الأمراض التنفسية مثل الربو وإلتهابات الجهاز التنفسي، وقد إزدادت هذه التأثيرات بشكل خاص في المدن السودانية المكتظه بالسكان حيث إرتفع مستوى التلوث بسبب إنبعاثات المركبات والتكدس في النفايات، ويعد الأطفال وكبار السن أكثر الفئات تضرراً من تلوث الهواء لأن صحة الجهاز التنفسي لديهم تتأثر بشكل أكبر مما يؤدي إلى إرتفاع تكاليف الرعاية الصحية.
بالرغم من التحديات الكبيرة يسعى السودان الى التكيف مع التغير المناخي من خلال عدة مبادرات من الحكومة السودانية بتبني مشاريع زراعية تعتمد على المحاصيل المقاومه للجفاف. بالإضافه إلى جهود مقدرة من أفراد ومنظمات تتمثل في شكل برامج توعوية تهدف الى تثقيف السكان.
-
الزراعة المنزلية لتوفير الغذاء وتقليل الانبعاثات.
-
ترشيد استهلاك المياه باستخدام الري بالتنقيط.
-
التشجير لتقليل درجات الحرارة وتنقية الهواء.
-
إدارة النفايات من خلال التدوير.
-
إستخدام الطاقة الشمسية للحد من التلوث.
-
تنظيم ورش عمل لتوعية المجتمع بطرق التكيف مع التغير المناخي.
-
الوقاية من الأمراض المنقولة بالحشرات: توزيع ناموسيات والتخلص من المياه الراكدة.
-
التوعية الصحية: حملات للتعريف بالوقاية من الأمراض والنظافة الشخصية.
-
تعزيز الرعاية الصحية: إنشاء مراكز صحية في المناطق الريفية وتوفير الأدوية اللازمة.
-
المراقبة البيئية: برامج لرصد جودة الهواء للحد من الأمراض التنفسية.