ذات يوم وأنا منشغل بالتحضير لواحدة من دوراتي رن جرس الموبايل كان المتصل ممن حضروا لي ورشة عمل عن ريادة الاعمال، بعد التحية والسلام بادر بالسؤال: هل أنا بحاجة لأدرُس في كلية إدارة الأعمال او أن أحضّر ماجستير إدارة أعمال حتى أكون جاهزاً لبداية مشروعي وأصبح رائد أعمال ؟
صمتّ قليلاً قبل أن أرد عليه وفكرت في عدد الاشخاص المتوقفين عن تأسيس مشروعاتهم لأن لديهم نفس هذا المفهوم !
إجاباتي كانت واضحة: لا علاقة أصلاً بينهما وفعلياً يمكنك أن تكون رائد أعمال أو صاحب مشروع ناجح من غير دراسة إدارة أعمال وذلك من خلال الكورسات والدورات التدريبية وقراءة الكتب الخاصة بالمال والمشاريع.
– لذا في هذا المقال سوف أوضح الفرق بين ريادة الأعمال وإدارة الأعمال وذلك من خلال العوامل الهامة التالية:
☆ المفهوم:
ريادة الأعمال هي عملية لبدء أعمال تجارية جديدة تم ابتكارها وتصميمها وتخطيطها من قبل رواد الأعمال ،وذلك من خلال فكرة مبتكرة عن إنتاج منتج معين أو تقديم خدمات فريدة إلى المجتمع لخدمتهم بشكل أفضل أو إنشاء أسلوب حياة مريح، ومع نجاح هذا المشروع يصبح شركة كبيرة وتُعرف هذه الشركات الجديدة بإسم الشركات الناشئة.
اما الإدارة (ادارة الاعمال) هي عملية مستمرة لا تنتهي أبداً لتخطيط وإدارة وتنظيم ومراقبة وتنسيق جهود الأشخاص من أجل تحقيق الهدف المحدد للمنظمة بمساعدة الموارد المتاحة، فهي أقرب الي أن تكون وظيفة تنفيذية حيث أن مجموعة من الأشخاص في الإدارة لا يقومون بالعمل بأنفسهم ولكن بدلاً من ذلك فهم ينشئون فريقاً من الأشخاص الذين يعملون لصالحهم.
☆ المهمة:
يُعتبر النمو المستدام للأعمال هو الدافع الرئيسي لريادة الأعمال .
في حين يتم تحفيز الإدارة نحو تحقيق الهدف التنظيمي مع الاستخدام الأمثل للموارد المتاحة.
☆ العمليات:
تتمحور العملية الشاملة لريادة الأعمال في كونها عملية مركزية.
في حين أن عملية الإدارة تكون غير مركزية بسبب العديد من التسلسلات الهرمية الموجودة في المنظمة.
☆ الملكية:
رائد الأعمال هو صاحب العمل لأنه هو منشئ فكرة العمل والشخص الرئيسي وراء تكوين المؤسسة.
اما الإداري فهو غالباً موظف معين في مؤسسة ما حيث يتعين عليه القيام بواجباته لصالح المنظمة وأصحابها.
☆ المخاطرة:
الرائد صاحب النشاط يتحمل كل المخاطر وهو مسؤول عن عدم العمل بفكرته التجارية الجديدة بما يرضي المستهلكين.
بينما لا يشعر الإداري بالقلق من مخاطر فشل العمل نظراً لأنه مجرد موظف في مؤسسة وليس لديه مصلحة يملكها في تلك المؤسسة الا اذا كان من الشخصيات الإدارية الرئيسية التي قد تمتلك أسهم في الشركة.
☆ العائد:
يحصل رائد الأعمال على مكافأة على شكل أرباح من العمل فقط بعد حسم جميع النفقات المباشرة وغير المباشرة وقد يكسب أرباحاً عالية جداً عندما تبدأ شركته في النمو في السوق.
وإذا تم إجراء أي عملية استحواذ على الشركة فسيحصل على عوائد ضخمة من استثماراته بالكامل في فكرة بداية المشروع.
في حين يحصل الإداري على مكافأة في شكل راتب أو أي حوافز أو عمولات بناءً على أدائه.
☆ التحفيز:
يتم تحفيز رائد الأعمال لبدء مشروع جديد بأفكاره التجارية الفريدة والأمل في نجاح المشروع وتحقيق الارباح .
بينما يتم تحفيز الإداري بطريقة أكثر فعالية وفي الوقت المناسب من خلال الحوافز المالية او الترقيات أو الإشادة والتكريم او اجازات مدفوعة التكاليف.
☆ إتخاذ القرارات:
كونه المنشئ للعمل فإن رائد الأعمال لديه جميع سلطات اتخاذ القرار فيما يتعلق بهذا العمل.
في حين أن الإداري ليس لديه تلك السلطات الخاصة بإتخاذ القرارات بدلاً من ذلك يجب عليه اتباع القرارات التي يتخذها أصحاب العمل.