سبا حسين
¤ إن نوعية البرامج التي تقدم في القنوات السودانية لاحظنا انها تتشابه تشابها كثيرا حيث أنها في غالبيتها تميل إلى برامج المنوعات والترفيه وأن فترة بث البرنامج تأخذ زمنا طويلا وبرامج الحوارات أيضا مما يجعلها تتصف بالرتابة والملل ونجد المشاهدون سرعان ما يملون من البرنامج وينتقلون إلى القنوات الأخرى الأكثر تلبية لرغباتهم وأنها تقدم المحتوى الذي يفتقده المشاهد أو يحتاج إليه ويجد نفسه فيه و تقدم له ما يبحث عنه بأسلوب أكثر جذبا ومرونة وسهولة وسلاسة.
ونجد أن القنوات السودانية لا تتوفر فيها هذه المميزات لمشاهديها ، يظل السؤال الذي يطرح نفسه ما الذي يجعل المشاهد السوداني بعيدا عن مشاهدة البرامج التي تقدم في القنوات السودانية؟
فعلى سبيل المثال حين تسأل أحدهم هل شاهدت برنامج كذا على تلفزيون السودان فتجد إجابته أنه منذ فترة لم يشاهد القناة ولا يحاول أصلا ان يشاهدها، كما نجد السخرية في مواقع التواصل الإجتماعي من القنوات السودانية والإنتقادات الكثيرة بمحتوى البرامج المقدمة، من المعروف أن التحضير الأكثر من جيد مهم جدا طاقم العمل من أصغر مهمة إلى أكبر مهمة حتى تصبح البرامج مرضية للمشاهد السوداني ولا يلجأ لمقارنتها مع البرامج التي تقدم في القنوات الأخرى غير السودانية ،وأن هذا يحتاج لجهد كبير جدا منهم.
ويتضح أيضا أن عدم الإمكانيات المادية هو سبب أساسي في تردي نوعية البرامج وفي المؤثرات الصوتية وكذلك التصوير أحيانا قد يكون المحتوى جميل جدا وناجح ويوصل رسالته ويجد قبول كبير جدا من المتلقين إلا أن ضعف الإمكانيات تحول دون المستوى الذي يريده المشاهد.
تختلف طبيعة البرامج ومحتواها لكنها نجدها تتشابه في طريقة التقديم وإستخدام ذات الأساليب والعبارات ،وكثيرا ما نجد أن نفس فكرة البرنامج في قناة أخرى بنفس الصورة لكنه يختلف في العنوان فمثلا نلاحظ برامج ( اغاني الدلوكة ) كثيرا ما تقدمها أغلبية القنوات السودانية بذات الهيئة التي كانت عليها في قناة أخرى في برامج القنوات السودانية يختلط الحابل بالنابل حيث تغيب عنا القنوات المتخصصة في شأن معين.
¤ وختاما لا يفوتنا أن نذكر أن بعض البرامج تجد قبولا كثيرا من المشاهدين و رواجا أيضا، وكذلك من الأسباب التي جعلت المشاهد يبتعد عن القنوات السودانية أنه أصبح يجد ما يبحث في مواقع التواصل الإجتماعي من ما يقدمه المشاهير وبرامج اليوتيوب التي يقدمها الشباب السوداني.
لذلك على قنواتنا النهوض ببرامجها وتقوية محتواها وتغيير أساليب تقديمها والإتيان بأفكار جديدة وتطويرها.
¤ إذا أعجبك المقال تابعني على مجلة السودان.