أهرامات البجراوية

يزخر السودان بالعديد من اﻷثار والمنتوجات التاريخية والتي تتوزع عبر الأقاليم والمدن ؛ لتكشف عن قدرة اﻹنسان السوداني على الإبداع والنماء.

وتعتبر مدينة مروي من أهم المدن التاريخية في إفريقيا ،فقد شيد عليها موقع سكني كمقر للملوك النوبيين واختار ملوك مروي تلك البقعة الساحرة منطقة البجراوية كمقر أبدي لهم وبنوا الأهرامات .
تقع البجراوية في وﻻية نهر النيل، وتبعد حوالي 300 كيلو متر عن العاصمة الخرطوم وحوالي 218كيلو متر عن مدينة مروي التي تقع شمال الخرطوم.
وتعد البجراوية من أهم المناطق اﻷثرية في إفريقيا ويوجد بها أكثر من 57 هرماً.

وتعتبر أهرامات البجراوية إنجاز سوداني فريد حيث أوجد الإنسان السوداني فناً معمارياً فريداً يبرز جماليات الفن المعماري.

تشكل أهرامات البجراوية أكبر تجمع للأهرامات في العالم وقد تحدت عوامل الطبيعة وتعاقب العصور لتحافظ على هيبتها .
وتنقسم الأهرامات إلى ثلاث مجموعات هي :الأهرامات الجنوبية، والشمالية، والغربية.
وتعتبر الأهرامات الجنوبية والشمالية هي اﻷقدم تاريخياً، وتضم مدافن الملوك والملكات ،أما الغربية يدفن فيها اﻷمراء واﻷميرات وكبار موظفي الدولة والنبلاء.وتتكون الأهرامات في الغالب من وحدتين الوحدة العلوية وتتكون من هرم وغرفة ملحقة بالجانب الشرقي.ووحدة تتدرج من الأعلى إلى اﻷسفل عبر درج يؤدي إلى غرفتين أو ثلاثة كمدافن.

وتزين الغرفة الملحقة بالهرم على الأغلب برسوم ونقوش تصور الحياة الدينية، والإقتصادية، والسياسية، والأمنية وتوضح قوة ومكانة الملك والملكة الّلذين بنيا الهرم.

وقد تم إكتشاف خرائط الشكل الهندسي للهرم داخل الهرم الذي يعرف بالهرم ذو الطرف المسطح.
والملك أركماني هو أول ملك يشيد هرم في البجراوية، ويوجد جثمانه في الهرم رقم 7 الذي يعكس مدى الطفرة اﻹقتصادية والفنية.
الزائر ﻷهرامات البجراوية اليوم يعانق الماضي بالحاضر عندما تحولت ساحاتها إلى سوق تعرض فيه الكثير من المنتوجات الشعبية ذات الطابع الآثاري؛ فيما يقوم أهالي المنطقة بتقديم برامج ترفيهية للسياح الذين يتوافدون من أجل اكتشاف سودان الأمس .

وكان الإهتمام بالأهرامات في السابق يتم من قبل اﻷهالي والمنظمات التي تهتم بالحفاظ على التراث القومي، ولكن في اﻵونة اﻷخيرة بدأت الدولة تهتم بالسياحة بعد أن تعرضت اﻷهرامات للسطو والسرقة.
أهرامات البجرواية هي من ضمن الحضارات اﻹنسانية الخالدة، وهي تراث إنساني أسطوري صامد في مواجهه الزمن.

Related posts

متحف محمد نور هداب

المواجهة المتأخرة بين الواقع التاريخي والتزوير الحديث

مدينة قيسان

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. أقرا المزيد...