يعتبر ساحل البحر الأحمر أحد السواحل النظيفة في العالم لعدم تلوثه، و وضوح الرؤية داخل مياهه الصافية ،كما أنه يزخر بالعديد من أنواع الشعب المرجانية و الأسماك الملونة التي تكسبه منظراً خلّاباً ،إضافة إلى السفن الغارقة.
محبو الغوص يأتون إلى السودان في الوقت الذي تنال فيه سياحة الغوص من أجل السفن الغارقة؛ و المحميات الطبيعية في الحياة البحرية إهتماماً عالمياً.
تجتذب السفن الغارقة الموجودة في أعماق البحر الأحمر أعدادا كبيرة من السياح من هواة الغوص، و الإستمتاع بأسرار البحر الأحمر و ما يحويه من جمال طبيعي.
ومن أشهر تلك السفن الغارقة السفينة أمبريا، أو كما يطلقون عليها تايتانيك البحر الأحمر طولها 500م بنيت عام 1911م في حوض السفن في هامبورغ بمقدورها حمل 2000راكب، و9000طن من البضائع.
بعد الحرب العالمية الأولى كانت هناك خلافات بين إيطاليا وبريطانيا وفرنسا ، اعتادت البحرية الإيطالية تجميع سفنها الحربية بميناء تارانتو للإستعانة بها خلال العمليات الحربية؛ ولعب الأسطول الحربي المتمركز بالميناء دوراً حاسماً في تأمين نقل الإمدادات العسكرية للقوات الإيطالية بشمال أفريقيا عبر البحر.
وكان أسطول البحر الأحمر جزء من الأسطول الملكي الإيطالي (البحرية الملكية الإيطالية)، و مقرها مصوع في مستعمرة إريتريا الإيطالية. وبعد إعلان إيطاليا الحرب على بريطانيا.. إعتبر البريطانيون هذا بمثابة تهديد محتمل لقوافل الحلفاء التي كانت تسافر إلى مياه شرق إفريقيا بين البحر الابيض والمحيط الهندى؛ وكان الأسطول في موقع جيد بشكل خاص لمهاجمة القوافل المتجهة من خليج عدن عبر البحر الأحمر إلى قناة السويس.
سنة 1937م تحركت السفينة أمبريا من إيطاليا متجهة لدولة إريتريا، حاملة مجموعة من السيارات، وزجاج النبيذ، والمتفجرات، وخطط عسكرية خاصة بإيطاليا .
وعند وصولها إلى البحر الأحمر قامت بريطانيا بقصف ميناء تارانتو في إيطاليا بغرض إضعاف القوة العسكرية لإيطاليا؛ وألحقت هذه العملية العسكرية خسائر بالبحرية الملكية الإيطالية، وقائد السفينة أمبريا كان لديه خيارين إما أن يستسلم أو يحارب ، فاختار خياراً ثالث بأن يغرق السفينة حفاظاً على الأسرار العسكرية التي بها بعد أن سمع عن إنسحاب إيطاليا من الحرب.
مازالت السفينة تقبع في قاع البحر الأحمر، وهي بحالة جيدة تمكن هواة الغوص من الإلتفاف حولها، وتفقدها وإلتقاط الصور التذكارية لها،كما ﻻتزال كل الأشياء على متنها.
وتحولت السفينة إلى موطن للعديد من أنواع الكائنات البحرية التي اتخذت منها أعشاشا ومصائد ،إلى جانب الأنواع المتعددة من الحياة البحرية التي تذخر بها المياه السطحية، وقاع البحر العميق مع وجود مياه بلّورية صافية، وإنعكاسات متعددة الألوان من الشعاب المرجانية.
كما يفضل هواة الغوص، وعشاق السفينة أمبريا فصل الصيف حيث تكون الرؤية جيدة في أعماق البحر.
أمبريا تحكي قصة الحرب العالمية الثانية لكل البشرية بصمت غريب.