القضية ما عيشة وسعرها زاد ، القضية مجتمع أصبح منشأ للفساد.
أصبح مجتمعنا ملئ بالوساطات والمحسوبيات والتسلق على أكتاف من لديهم الخبرات واستحلال ما حُرم عليهم.
ناقش هذا العمل المسرحي الخالد في أذهان المجتمع السوداني بقيادة أسطورة التمثيل السوداني “الفاضل سعيد” قضية الفساد الإداري والمحسوبية التي كانت وما زالت متفشية في مجتمعنا إلى اليوم.
تعتبر ظاهرة الفساد والفساد الإداري والمالي بصورة خاصة ظاهرة شديدة الانتشار في مجتمعنا أدت إلى تدهور وبطئ التطور اللازم في المؤسسات مما أنتج العديد من الأزمات والمعوقات في هذه البلاد،فالفساد الإداري في مجتمعنا أغلبه بسبب تدني مستويات الرفاهية الإجتماعي وهذا ناتج عن درجة التخلف وازدياد معدلات البطالة.
فأنواع الفساد كثيرة كالرشوة والعمولة وتسهيل الأمور لرجال الأعمال والشركات الأجنبية، والثراء الفاحش والواسطة في العمل وانعدام الضمير ؛ كل هذه الأنواع المختلفه ناقشتها هذه المسرحية وأحدثت ضجة كبيرة عند عرضها الأولي في عام 1967م واشتهرت اشتهاراً كبيراً في ربوع الوطن العربي، حتى أنها تعتبر أول مسرحية غير مصرية تبث في التلفزيون المصري وبعد 15 عاما سجلها التلفزيون السوداني في عام 1985م .
هذه المسرحية من بطولة عملاق التمثيل السوداني “الفاضل سعيد” مع مشاركة من عدة ممثلين أبرزهم الأستاذ الراحل “عبدالوهاب الجعفري” وعبد العظيم أحمد عبد القادر ، ومن إخراج “بدرالدين حسني”.
فاستخدم هذا العمل السوداني الأصيل المصطلحات العامية البسيطة كاستخدام كلمة “غلوتية” التي تعني فزورة أو أحجية بالعامية ،وهي مثال لكلمات وجمل سودانية تستخدم عند المواطن البلدي، مع تمثيل وأداء راقي للممثلين وشرح دقيق للانتهازية وبما يسمى عندنا بالعامية “كسير التلج”، فالمسرح كان وما زال كما يلقب أبو الفنون نسبة لعراقته وقدمه في نقل الأحداث المجتمعية ونقلها وترجمتها للمشاهد ببساطة جدا ، أصبح الآن يعاني جدا في وطننا الحبيب ويحتاج إلى جهود مضافرة جماعية لإرجاع الزمن الجميل للمسرح السوداني.
فهل يعتبر الفساد أكل عيش كما يسمى عندنا؟ أم أكل العيش أصبح مُراً جداً فاختلط بالمفسدة والرشاوي وانعدام الضمير والإنحلال الأخلاقي والوظيفي بسلوكيات الشخص في أماكن عمله واستغلال منصبه لتحقيق مصالح شخصية تندرج في النهاية تحت مسمى ” أكل عيش “.
16 تعليقات