خلال عهد الاستعمار البريطاني حدثت أكبر سرقة تاريخية لتراث السودان القديم و الحضارة النوبية، حيث تم نقل مدينة بأكملها عبر البواخر النيلية إلى مصر، ثم إلى البحر المتوسط و من هناك إلى إنجلترا.
لك أن تتخيل عزيزي القارئ مدى الجهد المبذول في نقل مدينة كاملة بقصورها و معابدها و كافة معالمها البارزة.
الأدهى و الأمر أن هؤلاء النهابين كانوا يستغلون جهل الأهالي و طيبتهم و حسن معشرهم و استخدموهم في عمليات الحفر و النقل و جعلوهم شركاء بشكل أول بآخر في جريمة النهب الكبرى، التي يجيب أن تكون ضمن سلسلة جرائم عبر القرون التي تححق فيها الزميلة مأوى عبد العزيز.
المدينة المنهوبة هي مدينة الكوة الأثرية أو التي كانت تعرف باسم مدينة جيماتون ، و التي تقع شرق مدينة دنقلا الحالية، أي على الضفة الشرقية للنيل.
كان يشتمل الموقع على معبد يرجع تاريخ بنائه إلى الدولة المصرية الحديثة أضاف إليه الملك طهارقة أحد ملوك الأسرة الخامسة و العشرين بعض الإضافات. قام الملك تهارقو بإنشاء معبد جديد وأهداه للإله آمون رع جم أتون ، و هو من أجمل المعابد على الإطلاق، بني من الحجر و طليت جدرانه بالذهب و ترك فيه الملك ترهاقا خمسة ألواح توضح الحالة التي كانت عليها بلاد كوش.
كما وجد معبد آخر أهدي لإله النيل أنوكيس بناه الملك شباكو. قام الملك أنلماني بإيداع هذا المعبد أحد ألواحه التي تبين أنه قام بتعيين كاهن ثالث للمعبد. وكذلك فعل الملك (أماني نتي يركي) بأن ترك نقش حائطي على المعبد.
و الجدير بالذكر أنه مؤخراً قامت البعثة البريطانية العاملة في الموقع حتى اليوم باكتشاف مائدة للقرابين في أحد بقايا المعابد، أسفل قواعد بقايا الأهرامات ، تعود للإله الفرعوني “أوزوريس”، وتحتوي على نحت لكاهن يقدم البخور لإله العالم السفي “أوزوريس”.
Copyright secured by Digiprove © 2021 Ashraf Eltom