زعيم ألمانيا النازية و مؤسس حزب العمال الألماني الاشتراكي الوطني و المعروف باسم الحزب النازي ، حكم ألمانيا النازية في الفترة ما بين عامي 1933 و1945 حيث شغل منصب مستشار الدولة (بالألمانية: Reichskanzler) في الفترة ما بين عامي 1933 و1945، والفوهرر (بالألمانية: Führer) في الفترة ما بين عامي 1934 و1945. واختارته مجلة تايم واحدًا من بين مائة شخصية تركت أكبر أثر في تاريخ البشرية في القرن العشرين.
ولد هتلر في مدينة برونو آم إن الواقعة على حدود النمسا العليا في 2 أبريل 1889 ، كان الابن الرابع من أصل ستة أبناء، انتقل هتلر مع عائلته في عام 1898 إلى لينز، عاصمة النمسا العليا. كان هتلر يتجادل كثيرًا مع والده لأنه أراد أن يكون فنانًا تشكيليًا، بينما أراده والده أن يلتحق بالخدمة المدنية في هابسبورغ.
عاش هتلر في فيينا في الفترة من فبراير 1908 حتى مايو 1913، ثم غادر بعدها إلى ميونيخ. وكان يقتات ويكسب رزقه من خلال الرسم بالألوان المائية والتصاميم وظل هكذا حتى الحرب العالمية الأولى التي غيرت مسار حياته بالكامل. انضم إلى الجيش. وأصيب مرتين أثناء الحرب (في عام 1916 و1918)، و في عام 1919 انضم إلى المكتب الإعلامي التابع للإدارة العسكرية البافارية، وقام هذا المكتب بجمع معلومات استخبارية عن الأحزاب السياسية المدنية وقدم للجنود “تثقيفًا سياسيًا” مناهضًا للشيوعية، وفي أغسطس 1919 ألقى هتلر بصفته أحد المدرسين في تلك الدورات التثقيفية أول خطاباته المعادية للسّاميّة، وبعد ذلك بشهر كتب في الصحف لأول مرة عن الإيديولوجية العرقية المعادية للسامية، داعيًا إلى إبعاد اليهود عن ألمانيا.
كان إعجاب هتلر بألمانيا قد سيطر عليه منذ زمن بعيد، وأثناء الحرب أصبح وطنيًا متحمسًا أشد الحماس للدفاع عن ألمانيا بالرغم من أنه لم يصبح مواطنًا ألمانيًا حتى عام 1932. ورأى هتلر أن الحرب هي “أعظم الخبرات التي يمكن أن يمر بها المرء في حياته”. وفي وقت لاحق، أشاد به عدد من قادته تقديرًا لشجاعته.[51] وصدم هتلر من اتفاقية الاستسلام التي وقعتها ألمانيا في نوفمبر من عام 1918 على الرغم من سيطرة الجيش الألماني حتى ذلك الوقت على أراض للعدو. ومثله مثل العديد من المناصرين للقومية الألمانية، كان هتلر يؤمن بأسطورة الطعنة في الظهر التي قالت بإن الجيش “الذي لم تتم هزيمته في ساحة المعركة” قد “تعرض لطعنة في الظهر” من قادة مدنيين وماركسيين على الجبهة الداخلية. وقد عرف هؤلاء السياسيون فيما بعد باسم مجرمي نوفمبر، و كانت معاهدة فرساي قد حرمت ألمانيا من مناطق عديدة كانت تابعة لها، كما فرضت عقوبات اقتصادية مدمرة على ألمانيا، وأعادت المعاهدة الوجود لدولة بولندا من جديد؛ وهو الأمر الذي اعتبره لألمان – حتى المعتدلين منهم – نوعًا من أنواع الإهانة. وحملت المعاهدة ألمانيا مسؤولية كل فظائع الحرب، وهو الأمر الذي ينظر إليه مؤرخون بارزون من أمثال جون كيجان الآن باعتباره على أقل تقدير تطبيقًا للعدالة من وجهة نظر الطرف المنتصر، و أيضا تم تجريد كامل للقوات المسلحة الألمانية من صفتها العسكرية و يسمح لها بالاحتفاظ بست بوارج فقط و منعت من الاحتفاظ بغواصات أو قوات جوية أو مركبات مدرعة أو جيش يفوق عدده مائة ألف من الجنود إلا تحت ظروف التجنيد الإجباري التي يمكن أن تفرضها الحرب، وكان لمعاهدة فرساي دورًا مهمًا في الظروف الاجتماعية والسياسية التي صادفها هتلر وأتباعه من النازيين أثناء سعيهم للفوز بالسلطة. ونظر هتلر وحزبه إلى توقيع “مجرمي نوفمبر” على المعاهدة كسبب يدعوهم إلى بناء ألمانيا من جديد بشكل لا يتكرر معه ما حدث مرةً أخرى.
و قد انضم هتلر إلى الحزب النازي في أكتوبر 1919 و ساعد في وضع البرنامج السياسي للحزب في عام 1920، و استند البرنامج إلى معاداة العرقية السامية والقومية التوسعية ومعاداة الهجرة، وبحلول عام 1921 انفرد هتلر بزعامة الحزب النازي ليحمل لقب (الفوهرر)، و ازداد عدد أعضاء الحزب النازي في عامين حتى وصل إلى 55 ألفًا، وكان يدعمه 4 آلاف رجل من الجناح شبه العسكري للحزب النازي و كانت تعرف بـ (كتيبة العاصفة).
رفض هتلر ومسؤولو الحزب النازي المشاركة السياسية في انتخابات فايمار، وسعوا إلى الإطاحة بالحكومة في بافاريا، وهي ولاية في جمهورية فايمار. حدث انقلاب بير هول في 9 نوفمبر 1923. بعد الانقلاب قامت المحكمة في ميونيخ بمحاكمة هتلر وآخرين من زعماء الثورة بتهمة الخيانة العظمى. واستخدم هتلر المحاكمة كوسيلة لمهاجمة نظام الديمقراطية البرلمانية وتعزيز القومية القائمة على كراهية الأجانب. وصدر حكم بإدانة هتلر، ولكنه حُكم عليه بعقوبة مخففة وأُطلق سراحه بعد أن قضى سنة واحدة فقط في الحجز. استغل وقته في السجن وبدأ في كتابة سيرته الذاتية في كتابه كفاحي الذي نُشر في عام 1926. وأعرب في الكتاب بوضوح عن هدفه في خلق قومية عنصرية وداروينية اجتماعية كما أفصح عن رؤيته المعادية للسامية للتاريخ البشري. فقد دعا إلى الدكتاتورية داخل البلاد والتوسع العسكري والاستيلاء على المساحة السكنية في الشرق. وكان الألمان ينوون تطهير هذه المساحة السكنية في الشرق من سكانها الأصليين والأقل شأنًا.
ومع بداية العام 1929 كان الحزب النازي قد صار واحدا من أهم أحزاب الأقلية في المجلس النيابي الألماني. وجاء الكساد الاقتصادي الذي ضرب العالم سنة 1930 ليزيد من مشاكل ألمانيا إذ كان عليها إضافة إلى متاعبها الاقتصادية أن تسدد ديونا وتعويضات فرضت عليها في الحرب العالمية الأولى. وقد عارض هتلر وحزبه النازي دفع تلك التعويضات قائلا إن اليهود والشيوعيين هم الذين تسببوا بخسارة ألمانيا للحرب واعدا بتنظيف ألمانيا منهم وبتوحيد كل الناطقين بالألمانية في أوروبا وسائر مقاطعاتهم في دولة واحدة. في انتخابات 1932 نال الحزب النازي ما يقارب ال 40% من الأصوات وصار اكبر حزب في ألمانيا. وفي 1933 قام الرئيس الألماني بول فون هايندنبرج بتعيين هتلر مستشارا على ألمانيا. وما لبث أن صار حاكما فرديا وحصر السلطات كلها بيده. وبوفاة الرئيس الألماني عام 1934 صار هتلر الزعيم الأوحد وأعطى نفسه لقب القائد. عرفت فترة حكم هتلر لألمانيا بعهد “الرايخ الثالث” وأتاحت الفرصة لبث معتقداته بين الألمان بما يشبه غسل الأدمغة. وقد قاد حزبه حملة مركزة هدفها إقناع كل الناطقين بالألمانية بتكوين عرق آري متفوق على سواه. وكانت خطة هتلر أن يخلي بلاده من كل اليهود والغجر والسود والمعاقين والمتخلفين عقليا. وقد سما خطته (الحل الأخير). ثم بدأت الحرب العالمية الثانية عندما اجتاحت ألمانيا الأراضي البولندية (1939)كمقدمة لتوحيد كافة الناطقين بالألمانية. وقد أدت الظروف والأوضاع الدولية آنذاك إلى تحالف إيطاليا واليابان مع ألمانيا مقابل التحالف الفرنسي الأمريكي البريطاني السوفياتي. ما أدى إلى نهاية الحرب بهزيمة قاسية لهتلر وحلفاؤه بعد خمس سنوات من القتال الذي راح ضحيته ملايين البشر واستعملت خلاله القنابل الذرية للمرة الأولى في العالم لم يحتمل هتلر صدمة الهزيمة فانتحر وهو في مركز قيادته تحت الأرض في 30 ابريل 1945 وبعد سبعة أيام أعلنت ألمانيا الاستسلام.