بقلم : عمر الفاروق عبدالله يوسف
بالرغم من أن بعض الأمنيات تبقى مستحيلة وكثير من الرغبات والطموحات غير واقعية لكن يظل الحلم مشروعا للجميع وتظل الأحلام من أجمل ما يكون طالما أن الخيال مُسرحها، فكلما بعُد الإنسان عن واقعه وجد مايحتاج إليه وكل ما يفقده، لذلك تظل العلاقة عكسية فكل شئ امتلكناه وأصبح في إيدينا من الطبيعي أن لا نحلم به ولا نحتاج إليه وكل شئ بعيد عنا أو في أيدي الأخرين تبقى الأمنيات والرغبات اليه قوية كناية عن الأنانية وحب النفس لذلك إختيار اللون أسود.
تعلُم الحروف والكلمات لا يعني اجادتك الحديث وإتقانك الكلام ، فالبعض يكتب ولا يدري ما يكتب، والقليل منهم يقرأ ولا يجيد القراءة ، و اللبيب من يفهم والفهم قسمة ونصيب ، وإلى أن يأتي النصيب يظل عدم الفهم والإدراك لما حولك من معطيات كالعتمة في الليل الحالك . لكن بما أن الكلمة تداوي الجراح وتُشبع العواطف وتطرد الكآبة وتحل المشكلات وبها يُنشر الخير، وقد يأتي الحُب في كلمة ؛ فاختيار اللون أبيض.
رغم السوء والظنون التي تملأ الدنيا على أكفها يجب على العين أن تتفحص جيداً وتنتقي الألوان الزاهية وتختار الصور المناسبة لترى الأجمل، وعلى القلب أن ينبض بإيجابية دائماً وليغفر الأسوا من غل وحسد ؛ كما على العقل أن يفكر نحو الأفضل وللروح أمر من خيارين فإما أن تتغذى بالأمل وإما أن تحيا وتعيش على أمل فالتفاؤل وقت الفشل ذكاء و الثقة في النفس وقت اليأس قوة والإصرار برغم المعوقات نجاح في حد ذاته فاختيار اللون أبيض.
تغيرُ البعض عليك من الأحبة أمر مقلق وغير مفهوم وقد يربك تفكيرك ويغير مسارك ويجعلك بين نارين حيث لا يعرف الشعور الحقيقي درب الوصول إلى أين ؛ فيضل الطريق ويتوه في صحراء الأشواق لا يعلم أين الإتجاه الصحيح ، فأحياناً يحبونك وأحياناً لا يحتاجون إليك وهنا يبقى القرار مختلف فإما أن تبقى كما أنت وإما أن تسير مع اتجاه رياح التغيير ويبقى التعامل المزاجي من أسوأ أنواع التعامل وأمرها لذلك إختيار اللون أسود.
السعي الدائم لإنجاز ما تحب أمر مهم جداً فأنت من تحدد خياراتك وتوجه قدراتك في شئ أنت على يقين تام أنه إنجاز لك قد يعني الكثير فقط عليك أن تعمل ما تحب لتبدع وتتقن فيجب أن تتحرر بنفسك وتخرجها من روتين الحياة الممل والتقليد الأعمى وتلك الحياة الرتيبة لذلك كن أنت وتحرر بنفسك وقدراتك ولا تدين بالولاء إلا لما تحب وتعمل ولا تسمح للدنيا أن تكبلك وأنت حر ؛ فاختيار اللون أبيض.
قد نكون مصنع فرح لكل من حولنا ننسج وننتج كل السعادة الممكنة لنعيش تفاصيل الفرحة بكل معانيها ونترجم كل حروفها فرحة فرحة وتأكد تماماً أن كل فرحة تصنعها لغيرك ستعود لك وهي أجمل وتتضاعف الفرحة فرحتين بعد أن يكسوها الجمال حشمة ودلال وتعود إليك بكامل أناقتها فرحة حسناء كان الجميع في انتظارها فاختيار اللون أبيض.
عدم حصولك على ماتريد في كل المرات لا يعني أنك فاشل ولا كثرة أخطائك تعني أنك لا تستطيع ؛ فسوء الحظ لن يلازمك طيلة حياتك ولكن يبقى كل شيء أجمل في وقته ولتنتظر لعل الله يريد لك الأفضل دائماً وقناعات الناس سر سعادتهم لذلك سر السعادة إنك تخلي سعادتك سر وطالما أنك مقتنع من جواك وراضي عن نفسك فأنت بالعيش سعيد واللون أبيض.
وطالما أن هُناك آمل كن على يقين بأن يكون لنا في الغيب شيء جِميل يستحق الانتظار فبعد الانتظار فرج وحتى مع كل شيء تفقده تكتسب شيئًا آخر لذلك تذوّق قيمة ما لديك اليوم فالحياة ليست من الضروري لك أن تبدو مثالية حتى تستشعر قيمة وروعة ما لديك. لذلك اللون أبيض.
هكذا بعض أمور الحياة إن طغى لونها الأبيض على الأسود ظهرت لنا الصورة جميلة وواضحة ولكن ما أن يختلط الأسود بالأبيض تصبح الصورة باهتة الملامح تحمل في تفاصيلها لون الرماد وفي مضمونها كل الشتات فتفقد اللوحة جمال الشكل ووضوح الالوان.
Copyright secured by Digiprove © 2020 Ashraf Eltom
