مارتن، أستاذ تاريخ بمدرسة ثانوية، أربعيني حاله حال الكثير منا، فقد شغف الحياة، لم يعد يتلذذ بأي شيء، أصبح كما الحائط المقابل لفراشه.
دائم السرحان
متلعثم اللسان
لا يأبه بشيء ولا لشيء
لم يعد لحياته معنى
التصنيف: دراما/ كوميدي
التقييم
IMdB 7.8
Rotten tomatoes 92%
من إخراج: توماس فينتربيرغ
ميزانية الفيلم: 4.5 مليون يورو
اللغة: الدنمارك
البعض يسميها أزمة منتصف العمر، سنين تمل فيها من الروتين الممل، تكرار الوجوه والأشخاص، إنعدام المغامرة والاستقرار السلبي، سلبي بمعنى لا تحديات ولا طموح أو هدف معين، ففي تلك السنين تظن أنك أنجزت دورك ومهمتك، أو لم يعد بمقدورك إنجاز شيء، ظناً منك أن الزمن قد ولى ولم يعد بمقدور اللحاق به، فتركن للروتين ولبؤسه وتستسلم.
في ليلة من الليالي وبينما هو وأصدقاؤه يحتفلون بعيد ميلاد أحدهم، وبينما هم يشربون الويسكي احتفالاً بصديقهم، أحدهم وبمناسبة السُكر يذكر أن فيلسوفا ما يسمى “فين” يعتقد ويدعي أن الإنسان يولد ودمه يحتوي على نسبة ضئيلة جدا من الكحول بمقدار 0.05 كحول، هذه النسبة يقول اذا حافظت عليها بتناول منتظم ستجعلك أكثر اتزاناً وانفتاحاً، استرخاءً و شجاعة.
فيتفق مارتن وأصدقاؤه لتجربة تلك النظرية والفرضية، ليحافظوا على نسبة 0.05 كحول خلال دوامهم وعملهم، هل ستغير اداؤهم وتجعلهم أكثر اتزانا وانفتاحية؟ أم أنها نظرية فاشلة؟
ذلك ستعرفه من متابعتك للفيلم…
الغريب في الأمر أن إرنست هيمنغوي على سبيل المثال كان من شاربي الخمر ومعاقريها، إلا أنه كان من البارزين، وكذلك ثيودور روزفلت و ونستون تشرشل وغيرهم، هذا كله يعرض في الفيلم، ليس بالضرورة يعني أن الخمر هو سبب أساسي في بروزهم.
أيضاً يعرض الفيلم لقطات لمسؤولين ورؤساء دول وهم مخمورين، أمثال الأمريكي كينيدي وغيره.
الفيلم شيق جداً وبسيط وسلس، مباشر وبه العديد من الرسائل المهمه، منها أزمة منتصف العمر وكل ما يترتب عليها من إهمال لشريك حياتك أو أطفالك أو نفسك حتى، مشكلة إدمان الخمر ومآلاته.
الممثلين:
في مقدمتهم مادز ميكلسن Mads Mikkelsen متمكن جدا وكان اختيار المخرج موفق جداً للعب هذا الدور، مادز معروف بأدواره الكبيرة، مثل هانيبال ليكتر في مسلسل هانيبال Hannibal، وأيضاً في أفلام مارفل وغيرها من الأفلام، والفيلم هنا مرشح ومنافس لنيل جائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي، مع العلم ان الفيلم عموما ومادز ميكلسن نالا العديد من الترشيحات إلى الآن.
الإخراج:
توماس فينتربيرع، ربما يكون توفيقه الأول في اختياره مادز ميكلسن للعب الدور، فالدور يحتاج لشخصية ثقيلة نوعا ما، ليمثل ويلعب دور منتصفي العمر ويعكس مشاكلهم وتحدياتهم، وهو الأمر الذي نجح فيه مادز جداً، المخرج أيضاً هو مساعد في كتابة سيناريو الفيلم، بمساعدته في الكتابة و إخراجه للفيلم، عكس لنا معركة صعبة جداً يعاني منها وسيمر بها كل إنسان يصل الأربعينات، مرحلة منتصف العمر أو كما تسمى أزمة منتصف العمر middle-age crises.
اليوم هو موعد إعلان جوائز الأوسكار، ومع الترشيحات العديدة التي نالها الفيلم من مختلف المؤسسات، واضعاً في الإعتبار صعوبة المنافسة في الفئة التي يترشح فيها إلا أنه قدر المنافسة.
Copyright secured by Digiprove © 2021 Ashraf Eltom