الأمير عثمان دقنة (ج١)

بواسطة محسن عبيد علي احمد
نشر اخر تحديث 602 مشاهدات

ولد عثمان دقنة في مدينة سواكن بولاية البحر الأحمر الحالية بشرق السودان حوالي عام (1843 م،).

ووالده هو أبو بكر دقنة من أسرة (الدقناب) وأمه تدعى
( نفيسة ست البنات)
وهي من البشارياب إحدى بطون قبيلة الهدندوة بشرق السودان. وقد اختلفت الروايات في معنى كلمة «دقنة». فهي في بعض الآراء كلمة مشتقة من لفظ دقن أي الذقن أو اللحية باللهجة العربية السودانية كناية على كثافة شعر اللحية، لكن الرأي الراجح هو أن الكلمة مشتقة من لفظ الدقناب وهو اسم عشيرة الدقناب الذين ينتمي إليها عثمان دقنة…

 

📌:– نشأتة:-

نشأ (عثمان دقنة ) في كنف” أبويه “ووسط أسرة تعمل بالتجارة وتهتم بالتعليم. فقد كانت أمه معلمة قرآن، الأمر الذي جعله يحفظ القرآن ويتعلم الكتابة والقراءة منذ صغره. وكان أخواه عمر وعلي وابن عمه أحمد يعملون بالتجارة بين سواكن ومدينة وجدة بالحجاز.كانت تجارتهم رائجة في وقت كانت فيه سـواكن، مسقط رأسه دقنة ومهد صباه، في أوج ازدهارها في ذلك الزمن وحياتها ميسورة وسهلة حتى تم ضمهـا إلى مصر عـام 1863 م.

وأرسل إليها الخديوي إسماعيل باشا حكاماً من بينهم ممتاز باشـا الذي اتبع سياسة متشددة رغم قيامه بإدخال زراعة القطن في المنطقة وعمل على تشجيع سكانها على زراعته، الأمر الذي أحدث فيها تغييرات اجتماعية. وقد عاصر دقنة تلـك التطورات وما صاحبها من تشدد من قبل الحكام خاصة في جمع الضرائب من السكان. وذكرت بعض المصادر حادثة أثرت في نفسية الشاب دقنة آنذاك عندما تم تعذيب أحد مواطني المدينة أمام الملأ لإتهامه بقتل أحد المسـؤولين الأوروبيين وتحمـل الرجـل العذاب حتى مات. وفي عام (1877م )ألقت السلطات القبض على عثمان دقنة وعلى شقيقيه عمر وعلي بالقرب من مرسى الشيخ برغوث ( بورتسودان حاليا) بتهمة الاتجار بالرقيق تحت ستار التجارة الحرة، وحُكُم عليهم بالسجن ومصادرة ممتلكاتهم. وعاد الأخوة الثلاثة إثر انقضاء فترة العقوبة وضياع ثروتهم إلى سواكن. وعندما سمع عثمان بثورة عرابي في مصر ظن أن الوقت قد حان لمناهضة الحكام الأتراك العثمانيين فبدأ في تأليب السكان ضدهم وحاول إقامة تنظيم للمقاومة في المنطقة ولكنه لم يفلح في ذلك فقد تبعه عدد قليل جدا من الناس غير أن كبار رجالات المدينة من تجار وزعماء العشائر رأوا أن يبعدوا مدينتهم المعتمدة على التجارة عن أية مشاكل ومصادمات مع السلطة فتكون مجلس من الأعيان قرر طرد عثمان دقنة من مدينة سواكن. وعلى أثر هذا القرار فغادرها إلى مدينة بربر بشمال السودان وتزوج هناك وامتهن في البداية مهنة سقي الماء ثم تحول وبمساعدة أصهاره إلى التجارة….

 

انضمامه للثورة المهدية:–

وفي تلك الأثناء ظهر محمد أحمد المهدي في غرب السودان يدعو إلى الجهاد ضد التركية السابقة التي كان السكان يشكون من ضرائبها الباهظة وفساد موظفيها وخروجهم عن أسس الدين وأصوله. وتنامت إلى مسامع عثمان دقنة أنباء المهدي وانتصاراته العسكرية السريعة . وبعد انتشار خبر سقوط مدينة الأبيض على يد المهدي توجه دقنة إلى كردفان والتقى بالمهدي واستمع إلى دعوته وأعلن مبايعته له باعتباره المهدي المنتظر وخليفة رسول الله فيما باركه المهدي وعيّنه أميراً على شرق السودان وحملّه رسائل إلى المسؤولين هناك وزعماء القبائل والمشايخ كالشيخ الطاهر المجذوب والشيخ أبو بكر دقنة، والده، وغيرهم من أتباع الطرق الصوفية بما فيها الختمية (بزعامة آل الميرغني.)
وإثر عودته إلى الشرق استجاب له الشيخ الطاهر المجذوب الذي ينحدر من سلالة المجاذيب بالدامر وبدأ يبشر معه بالمهدية في شرق السودان ابتداء من أغسطس / آب (1883م )

وتحريض قبائل البشاريين و الأمرار على الثورة ضد الحكام ثم توجه الاثنان إلى منطقة سنكات فتجاوبت معهما قبائل البجة وانضم عدد كبير من رجالها إلى الثورة المهدية…

Digiprove sealCopyright secured by Digiprove © 2021 Ashraf Eltom

ربما يعجبك أيضا

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. أقبل أقرا المزيد...

-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00